ليس واضحا متى بالضبط وصلت ليلى بن علي الى السعودية وانضمت الى زوجها الرئيس وهل وقعت على “قواعد الضيافة” التي قررها القصر، تأمرها هذه القواعد من جملة ما تأمر بلبس النقاب وتمنعها من انتعال الحذاء العالي، وقيادة سيارة والخروج من القصر بغير مصاحبة وكيل محلي. فاذا اشتهت الخروج من السعودية فسيكون عليها ان تعرض في المطار رسالة وقعها زوجها تُحل لها مغادرة الدولة، ولا يجوز للزوجين بن علي ايضا مهاتفة تونس ولا يجوز شرب الخمر ولا “يجوز اظهار سلوك تحدّ ٍ يخرج على سلوك الحشمة في المملكة التي تطبق أحكام الاسلام”. لا شك في ان ليلى بن علي في مشكلة شديدة حسب وصف صحيفة “يديعوت”. ‘لم تولد ليلى بن علي مع ملعقة ذهبية'، يقول المؤرخ التونسي محمد بو زين. ‘نصبت لنفسها أهدافا في صعود عنيد الى القمة وكانت ترى جميع الوسائل حلالا' وفق صحيفة “القدس العربي”. في منتصف الاسبوع قدم المحامي التونسي رضى العجمي استئنافا على بن علي في جنيف: فقد طلب تجميد جميع حساباتها في المصارف في سويسرا وفرنسا وجلب أخيها الى المحكمة الدولية بتهمة الاعتقالات التعسفية. ‘لم يكونا لصّين في وضح النهار فقد عملا بطرق المافيا'، قال ناشط حقوق الانسان مونستير بن مبروك، ‘بل قتلا ايضا عشرات الناس الأبرياء الذين شوشوا على غنى السيدة الاولى وشقيقها'. وقع على الاستئناف 31 مواطنا تونسيا سُلبت أملاكهم على أيدي رجال السيدة الاولى أو اختفى أقرباؤهم في السجون. وُلدت في ظروف صعبة، الخامسة بين أحد عشر ولدا لعادل وسيدة الطرابلسي. عملت حتى زواجها من بن علي في تسريح الشعر: في البداية عملت غاسلة شعر في صالون حلاقة، وبعد ذلك حلاّقة. في سن ال 18، وكانت حسناء جدا ومهندمة ومرتبة، نجحت ليلى الطرابلسي في اجتذاب انتباه خليل معاوي رجل اعمال في بدء طريقه وتزوجته. صمد الزواج ثلاث سنين فقط. وفي هذه المرحلة قررت العمل في استيراد منتوجات التجميل لكنها عملت بلا رخصة، واستعملت المهربين وورطت نفسها مع القانون وتم اعتقالها. أوصاها صديق قريب بالتوجه الى الرئيس بن علي كي يعمل في الافراج السريع عنها. وعندما خرجت من المعتقل شكرت الرئيس ‘على نحو شخصي' وهكذا بدأ الامر. وتتابع صحيفة “القدس العربي” نقلاً عن صحيفة “يديعوت” أصبحت ليلى الطرابلسي عشيقة بن علي السرية، الذي كان متزوجا آنذاك نعيمة بن كافي، أم بناته الثلاث. في 1992 أعلن القصر انفصال الزوجين الرئاسيين وأوضح أن ‘الرئيس معني بتجربة حظه مع امرأة اخرى ليحظى بابن ذكر'. جاءت من الزواج بليلى الطرابلسي البنتان نسرين وحليمة أولا وجاء بعدهما الابن محمد وهو في السابعة عشرة اليوم. قالوا في تونس هذا الاسبوع ان فرق السن بين الطاغية والسيدة الاولى فهو في الرابعة والسبعين وهي في السابعة والخمسين عمل لمصلحتها في الأساس. ‘بقيت حلاقة في أعماق نفسها'، تقتبس وثائق ‘ويكيليكس' محادثة بين سهى عرفات صديقة ليلى بن علي سابقا، وسفير الولاياتالمتحدة في تونس. ‘فقد حرصت من جهة على تدليل بن علي المريض بالسرطان. ونمّت من جهة ثانية يدين طويلتين دُستا عميقا في الملعب السياسي وفي عالم الاعمال. استغلت مكانتها للتدخل في قرارات اتُخذت في القصر ولاملاء تعيينات مقربيها'.. رعت ليلى بن علي سهى عرفات قبل ست سنين. فبعد جنازة زوجها في الحال أقلعت الأرملة مع ابنتها زهوة الى تونس وحصلت هناك على فيلا فخمة، وحراس وعلاقة حميمة مع القصر. ‘اشترى الرئيس بن علي لزهوة حاسوبا'، افتخرت عرفات، ‘وتعاملني ليلى، السيدة الاولى مثل شقيقتي الكبرى'. غير أن شهر العسل انقضى عندما تنافست الاثنتان في اقامة شبكة مدارس خاصة. كانت عرفات على يقين من ان المدرسة للاغنياء فقط على اسم لويس باستير في قرطاج ستنتقل الى ملكيتها بعد ان أنفقت عليها 2.5 مليون يورو (تبرعا من القذافي). تبين لها فجأة ان السيدة الاولى تطمع فيها. جرت لتشكو للقذافي وهاتفت ملكة الاردن ايضا. والتقطت المكالمات الهاتفية في القصر. في صيف 2007 سافرت عرفات مع زهوة في عطلة الى مالطة، وهناك أدهشها أن قرأت في صحيفة انها أصبحت شخصية غير مرغوب فيها في تونس. سُلبت جواز سفرها واختفى الحراس والفيلا، وصودر جميع المتاع والخزائن. ‘فقدت كل ما كان لي'، اشتكت عرفات للسفير الامريكي في مالطة الذي أسرع الى ارسال برقية الى واشنطن. وقد كُشف عن الوثيقة الساخنة مع سلسلة الشتائم التي وجهتها عرفات الى ‘الحلاقة' بين وثائق ‘ويكيليكس'.