وجدة-قام وفد من السفراء الأجانب المعتمدين بالمغرب، أمس الجمعة بوجدة، بالاطلاع على عدد من المنجزات الاقتصادية والاجتماعية والمؤهلات التي تزخر بها الجهة الشرقية كقطب واعد للتنمية. وعقد الدبلوماسيون، الذين يمثلون 27 بلدا; ويقومون بزيارة هذه الجهة بمبادرة من المجلة المغربية “ديبلوماتيكا”، لقاء مع عدد من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين، تم خلاله التطرق إلى ما تتوفر عليه الجهة من إمكانيات وإلى مسلسل التنمية الذي انطلق بها قبل سنوات. وأبرز المدير العام لوكالة تنمية الأقاليم الشرقية السيد محمد لمباركي، بهذه المناسبة، الموقع الاستراتيجي للجهة الشرقية التي تقع في قلب منطقة المغرب العربي وبالقرب من أوروبا، وهي تعد بذلك ملتقى للتبادل والتعارف والتسامح. واستعرض السيد لمباركي الجهود الرامية لاستغلال المؤهلات التي تزخر بها الجهة الشرقية، مشيرا إلى الأوراش الكبرى التي يجري إنجازها بالناظور (تأهيل مارشيكا، الربط السككي)، وبوجدة (القطب التكنولوجي)، وكذا ببركان المعروفة بإنتاجها الفلاحي الموجه للتصدير. ومن جهته، أكد مدير المركز الجهوي للاستثمار السيد فريد شوراق أن هذه الأوراش من شأنها أن تفك العزلة عن الجهة الشرقية، وخاصة ما يتعلق منها بإنجاز الطريق السيار فاس-وجدة، والطريق الساحلي المتوسطي، والسكة الحديدية الرابطة بين تاوريرت والناظور. كما تطرق إلى أهمية هذه المشاريع في الإقلاع الاقتصادي للجهة، مشيرا في هذا السياق إلى الحظيرة الصناعية الجديدةبالناظور، والقطب الفلاحي ببركان، والقطب التكنولوجي لوجدة، كما أشار إلى مشاريع التأهيل الحضري بالجهة، والتي تشمل أزيد من 350 مشروعا بغلاف مالي يفوق 7 ملايير درهم. وخلال زيارتهم لمعمل الإسمنت التابع لمجموعة “هولسيم المغرب”، قدمت للوفد الدبلوماسي شروحات حول هذه الوحدة الصناعية، التي أحدثت في 1978 على بعد 45 كلم غرب مدينة وجدة، والتي تتوفر حاليا على طاقة إنتاجية تصل إلى 6ر1 مليون طن في السنة. وحسب السيد ميشيل كريمر مدير هذه الوحدة، فإن هذه الأخيرة تضع احترام البيئة في صلب نشاطها وخاصة من خلال الزيادة في عدد وطاقة مصافي الغبار، وتقليص ثاني أوكسيد الكاربون باستعمال المحروقات البديلة. كما قامت المجموعة الديبلوماسية بزيارة مشروع المحطة الجوية بمطار وجدة أنجاد التي يشرف على إنجازها المكتب الوطني للمطارات بغلاف مالي يتوقع أن يصل إلى 450 مليون درهم، وذلك في إطار الإعداد لمواكبة تطور السياحة ومواكبة مشاريع التنمية الاقتصادية التي تشهدها الجهة. وشملت زيارة السفراء كذلك المركز الثقافي والاجتماعي والرياضي لحي الأمل الذي أنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالإضافة إلى ورش المحطة الجديدة لتطهير المياه العادمة بوجدة. وأعرب السفراء، في تصريحات صحفية بهذه المناسبة، عن ارتياحهم لهذه الزيارة التي مكنتهم من الاطلاع على جهود التنمية المبذولة بالجهة الشرقية والمؤهلات التي تزخر بها، وستتواصل هذه الزيارة اليوم السبت وغدا الأحد للتعرف على مشاريع أخرى بكل من السعيدية الناظور وبركان.