علم من مصادر اعلامية أن خلية تسعة إرهابيين، المفككة من قبل «بسيج»، الجمعة الماضي، كانت على أهبة تنفيذ تفجيرات متزامنة، بمدن مختلفة، وإجراء عمليات اختطاف لأعيان والمطالبة بفدية، وأيضا لتنفيذ عمليات سطو تستهدف ناقلات الأموال، وأخرى تنصب على رجال الشرطة لتجريدهم من السلاح الوظيفي وسرقته. وكشفت الأبحاث التي جرت في اليومين الماضيين، خطورة التخطيطات التي رسمتها الخلية، بعيدا عن الأعين، بعد أن اختار المشتبه فيهم دوار غرم العلام بإقليم بني ملال ومنطقة أيت إسحاق بخنيفرة، محطات إستراتيجية للقيام بأعمال تحضيرية لعمليات إرهابية، انتقاما لحقد «داعش»، أملته ظروف تشديد الخناق على التابعين له، ونجاح الأجهزة الأمنية في تفكيك الدواعش تباعا. وأفادت مصادر متطابقة أن المشتبه فيهم خططوا لاستهداف مدن طنجة وفاس والقنيطرة والناظور وبني ملال، وإرباك الأجهزة الأمنية، بسلسلة من التفجيرات وعمليات القتل والاختطاف للمطالبة بفدية وسرقة ناقلات الأموال والاستيلاء على أسلحة رجال الشرطة. وكشفت التحريات الأولية تخطيط الإرهابيين للقيام بعمليات انتحارية بملاه ليلية بفاس وطنجة، في ليلة رأس السنة، استغلالا لحالة الامتلاء التي تكون عليها، وتحقيقا لحلم إرهابي تكفيري، بإشعاع تلك الهجمات إعلاميا. أما بالنسبة إلى القنيطرة، استجمعت عناصر الخلية الإرهابية معلومات عن ناقلة أموال، وتم تحديد مسالكها ومواقيت انطلاقها، لرسم خطة الهجوم عليها والسطو على محتوياتها، لتوفير الدعم المالي اللازم لاستكمال المخطط الإرهابي.وكانت خطة المشتبه فيهم أكثر خطورة في بني ملال، إذ وضعوا سيناريو محكما لتنقلات عناصر الأمن، وأماكن إقامتهم، من أجل مهاجمتهم، باعتبارهم طرفا في «وهم الحرب» التي يخوضونها، والاستيلاء على الأسلحة النارية التي بحوزتهم، مستغلين الأخبار التي انتشرت حول جاهزية رجال الأمن وأوامر ملازمتهم لحمل السلاح. وبقصبة تادلة، تم وضع خطة تستهدف بعض الأعيان، بترصد تحركاتهم وتنقلاتهم لتنفيذ عمليات اختطاف متبوعة بالمطالبة بفديات، لتمويل الدعم اللوجستيكي الضروري، لإنجاح المخططات الإرهابية. وكشفت التحريات أن الأسلحة التي ضبطت بحوزة المتهمين، دخلت من بلجيكا، وهو ما يفسر التنسيق بين دواعش أوربا ونظرائهم بدول شمال إفريقيا. ويفسر أيضا أن الأسوأ يأتي دائما من بلجيكا ومن حي «مولنبيك»، على وجه الخصوص، الذي يوصف بإمارة التكفيريين في قلب أوربا. وحسب الأبحاث نفسها، فإن المشتبه فيهم حصلوا على الدفعة الأولى وينتظرون وصول الثانية. وشملت الاعتقالات شقيقين، يوجد ثالثهما في بؤر التوتر بسوريا، ضمن ما يطلق عليه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وكشفت الأبحاث التنسيق الدائم مع الشقيق الثالث، من أجل توفير خبير تكفيري، متخصص في صنع المتفجرات، لإعداد أحزمة ناسفة ذات مفعول عال، لتحقيق رغبتي التخريب والقتل العمد، التي يخططون لها. ومكن تفكيك الخلية الخطيرة من تجنيب البلاد من حمام دم، على اعتبار أن توقيت التدخل الأمني كان استباقيا، قبل حلول «ساعة الصفر»، بتزامن مع رأس السنة الميلادية، التي لم يعد يفصل عنها إلا أيام قليلة، إذ كانت الخلية على أهبة الاستعداد لاستقبال خبير في صناعة الأحزمة الناسفة، وشحنة ثانية من الأسلحة من بلجيكا.