العناصر الأمنية فرضت إجراءات مشددة أثناء تنفيذ عمليات تفتيش دقيقة استعانت خلالها بكلاب بوليسية عبد الحكيم اسباعي- الصباح: كشفت مصادر مطلعة ل”الصباح”، تفاصيل عملية أمنية مثيرة وصفت ب”النوعية” مكنت من توجيه “ضربة جديدة” لشبكات التهريب الدولي للمخدرات انطلاقا من سواحل الإقليم. وأوضحت المصادر ذاتها، أن التحريات الميدانية التي باشرتها فرقة الشرطة القضائية بالناظور بحر الأسبوع الماضي قادت إلى حجز أزيد من 300 كيلوغراما من مخدر الشيرا، ومصادرة مجموعة من الآليات تفوق قيمتها 300 مليون سنتيم، بينها سيارة من نوع “اكس فايف” أخر طراز، ويختين للترفيه، ودراجة مائية من نوع جيتسكي، مشيرة أن، تحرك العناصر الأمنية المذكورة جاء بناء على إفادات وردت على نفس المصلحة حول وجود كمية من المخدرات داخل منزل بإحدى الضيعات الفلاحية التي تقع بضواحي حي عاريض، ضمن منطقة ألحقت حديثا بموجب التقسيم الترابي الجديد بالنفوذ الترابي للشرطة. وبحسب المعلومات التي تحصلت عليها “الصباح”، فقد أفضت عمليات المراقبة الأولية إلى اعتقال احد شركاء الشبكة، اقر أثناء البحث معه بوجود شخص ثان داخل المنزل الذي جرت عملية مداهمته، لتمكن الاعترافات الفورية التي أدلى بهما الشخصان الموقوفان من إطلاق عمليات تفتيش دقيقة لعدة ساعات بالاستعانة بكلاب بوليسية مدربة للبحث عن “مخازن سرية” قد تحتوي المزيد من المخدرات داخل الضيعة الفلاحية الممتدة على مساحة شاسعة، ما فرض تطويقها وإحاطتها بحراسة مشددة تحسبا لأية مواجهة مرتقبة مع الأشخاص ذوي الارتباط بأنشطة شبكات الاتجار والتهريب الدولي للمخدرات، كما شملت المداهمات محلين مجاورين، في ملكية “بارون مخدرات” جرى تحديد هويته وتحرير مذكرة لإلقاء القبض عليه. وقد أحيل الشخصان الموقوفان يوم السبت الماضي على العدالة، بتهم تتعلق بالتهريب الدولي للمخدرات وحيازة ناقلات ذات محرك والتزوير واستعماله، في وقت تتواصل فيه أبحاث فرقة الشرطة القضائية بالناظور لتعقب شركاء آخرين متورطين في أنشطة هذه الشبكة الإجرامية، التي تبين ارتباطهما بشبكات أخرى لتزوير السيارات. وفي السياق ذاته، وصفت مصادر “الصباح” العناصر المطلوبة على خلفية تفكيك هذه الشبكة الجديدة ب”الوازنة” في عالم تهريب المخدرات نحو الضفة الجنوبية انطلاقا من سواحل إقليمالناظور، ما سيمهد لإطلاق حملة جديدة من الملاحقات الأمنية قد تقود في القريب من الأيام إلى الإطاحة بمسؤولين متورطين في تسهيل عمليات هذه الشبكة مقابل عمولات مغرية، على غرار الاعتقالات الواسعة التي أعقبت تفكيك “شبكة الحاج”، التي كانت تتخذ بدورها إحدى الضيعات الفلاحية المجهزة بعدد من المخازن السرية قاعدة خلفية لأنشطة تهريب المخدرات. وكانت عملية مداهمة الضيعة ذاتها قد أسفرت بداية شهر ابريل الماضي، عن حجز عدد من المعدات والوسائل المعدة للتهريب الدولي للمخدرات، قبل أن يعتقل “نجيب الزعيمي” من قبل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بضواحي الناظور، بعد أيام قليلة من تنفيذ عملية مداهمة أمنية استهدفت منزلا في ملكيته يقع بحي عاريض، تمت تحت إشراف العناصر الأمنية التابعة للمنطقة الأمنية للناظور، أسفرت عن حجز حوالي 7500 كيلوغراما من مخدر الشيرا، إلى جانب عدة معدات ووسائل لوجيسيكية، بينها أجهزة اتصال جد متطورة. ومكنت العملية نفسها إلى جانب ذلك، من حجز ثلاث سيارات من نوع «مرسيدس» تحمل لوحات معدنية مزورة، وثلاثة سيارات مسجلة باسم شركة لتأجير السيارات يوجد مقرها وسط المدينة، وأربعة سيارات أخرى لم يتم تسجيلها في محطة ميناء الناظور. وأطاحت التحقيقات الأمنية في حينها بعدد من المسؤولين في أجهزة المراقبة اشتبه في تورطهم في تسهيل عمليات هذه الشبكة، كان أبرزهم على الإطلاق رئيس المنطقة الأمنية لأمن الناظور، الذي لم يمض على حلوله بمهامه إلا أشهرا قليلة قبل عزله ومتابعته في حالة اعتقال على خلفية تفكيك “شبكة الحاج”.