يبدو أن أزمة اللاجئين السوريين أصبحت تفرض نفسها على الحكومتين المغربية والإسبانية أكثر من أي وقت مضى، فالحكومتان أصبحتا مقتنعتان بضرورة تسهيل عملية ولوج السوريين إلى المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية للحصول على اللجوء بأوربا ، إذ أن الحكومة الإسبانية اعترفت، يوم أول أمس السبت، بأن "ما بين 150 و200 لاجئ سوري يدخلون، أسبوعيا، من المعابر الحدودية لمدينة مليلية فقط، حيث يوجد مكتب طلب اللجوء دون مشاكل أو عراقيل"، وفي "احترام تام للقوانين المعمول به وطنيا ودوليا"، حسب ما نقلته وكالة الأنباء أوروبا بريس. في نفس السياق، أكد مندوب الحكومة الإسبانية بمليلية، عبد المالك البركاني، لوسائل الإعلام الإسبانية، أن مليلية تجتاز بنجاح اختبار مساعدة اللاجئين السوريين، سواء على مستوى التعامل الأمني أو الإداري أو الإنساني في مراكز إيواء المهاجرين بالمدينة والتي تحتضن أكثر من 700 سوري من بينهم أطفال ونساء. كما أشار إلى أن سلطات مدينة مليلية تقوم بنقل السوريين إلى الداخل الإسباني بشكل عادي باعتبارهم هاربين من الحرب وأغلبيتهم أسر لديها أطفال، على عكس المهاجرين الآخرين الذين يختارون التسلل إلى المدينة لأهداف اقتصادية ومعشية. في علاقة بالموضوع، أفادت صحيفة " الكونفيدينثيال ديجيتال" الرقمية بأن المخابرات الإسبانية المختصة في تعقب الجهاديين دخلت على الخط لدراسة طلبات السوريين الراغبين في الحصول على اللجوء في إسبانيا، والتحقيق معهم للتأكد من عدم ارتباطهم أو ولائهم لأي جماعة إرهابية، خاصة بعد اعتقال داعشي تونسي وصل إلى إيطاليا متسللا بين اللاجئين السوريين. يذكر أن معبر بني أنصار الحدودي لولوج مدينة مليلية المحتلة شهد، يوم الأربعاء الماضي، استنفارا أمنيا كبيرا، بسبب احتجاج مئات السوريين بعد منعهم من الولوج إلى المدينةالمحتلة، بالإضافة إلى الابتزاز الذي يتعرضون له من قبل مافيات تهريب البشر التي تطلب منهم حوالي 30000 درهما مقابل تهريبهم إلى مدينة مليلية، الشيء الذي دفع السلطات المغربية إلى إغلاق المعبر لمدة ساعة تقريبا.