[email protected] مع اقتراب موعد الانتخابات، تنطلق الحملات الانتخابية لحجز أكبر عدد من الأصوات. هذه الأصوات التي يكون مصدرها منقسما ما بين مصالح وقناعات، وإن كان جانب المصالح هو الطاغي في كل مرة. إذا عدنا إلى التاريخ الانتخابي، سنجد أن بعض منتخَبي مدينة الناظور يدخلون غمار الانتخابات معولين على رصيدهم الثقافي والمعرفي وفهمهم للسياسة وإتقانهم فن الإقناع لحصد أكبر عدد ممكن من الأصوات، بأقل خسارة ممكنة... لكن البعض الآخر مستوى الأمية مرتفع لديهم ارتفاع الأموال التي ورثوها أو جمعوها بطرق غير مشروعة، فلا سبيل أمامهم للتسييس وكسب الأصوات مجانا، ما داموا أصلاً أميين ولا يعرفون فن الحديث. ولعل جل ساكنة الإقليم يعرفون وتضحكهم روايات ما حدث من هؤلاء الأميين أثناء اعتلائهم منصة البرلمان لإلقاء كلمتهم، إن لم أقل كل ساكنة الإقليم. وبالتالي يبقى السبيل أمامهم (أي المنتخَبين) هو استعمال تلك الأموال لشراء الأصوات، لأن استرجاعها بعد النجاح في الانتخابات مضمون... سأحاول أن ألخص فيما يلي مميزات كل مرشح على الثاني : * أمام رفض رئيس البلدية المثقف لبعض طلبات رخص البناء بسبب إلمامه بالقانون لنقصان عدة معايير أساسية، يقوم الأمي بالتوقيع مباشرة بالموافقة ويمنح رخصة البناء حتى وإن كانت الأرض خاصة بالحبوس. وبالتالي فالأمي يساعد في التأهيل الحضري للمدينة، عكس المثقف. * بعد فوزه، يقوم الأمي بحفلة ضخمة على شرف أبناء المدينة ومن ساعدوه في الحملة الانتخابية، فيكون الكل مدعواً لأكل ما لذ وطاب، في خيمة خاصة بالأفراح تتعدى العشرة آلاف متر مربع. في حين تكون حفلة المثقف “على قد الحال” وعدد المقاعد محدودة لضيق ذات اليد. وبالتالي فإن كرم الأمي لا يضاهيه كرم. * الأمي ليفوز، يضطر إلى دفع مبالغ طائلة لكل صوت، بحيث يصل ثمن الصوت الواحد للألف درهم في بعض الأحيان، في حين أن المثقف يدفع وعوداً وكلاماً معسولاً. وبالتالي فإن في الأول منفعة مادية، بينما وعود الثاني لا تسمن ولا تغني من جوع. * فوز المثقف، هذه المرة، يعني تمثيل الإقليم أحسن تمثيل على منصة البرلمان، وجلب مشاريع تنموية للنهوض اقتصادياً وجمالياً بالإقليم. لكن فوز الأمي يجلب العار للمستوى الضعيف في التعبير أمام منصة البرلمان، مما يجعل جلب أي مشروع للإقليم شبه مستحيل، وبالتالي قبر المنطقة أكثر مما هي مقبورة. لكن، هل سيقوم المثقف فعلاً بتنفيذ وعوده الانتخابية؟ أم أن الوعود تبقى مجرد وعود إلى حين؟ بالطبع، فالموضوع عام لا يخص الانتخابات الجماعية أو البرلمانية... كما أنه لا علاقة له بأية حملة انتخابية، الغرض منها تشويه جانب وتزكية الثاني. لكن من كثرة ما ضاق المجتمع الناظوري بالوعود الزائفة لأجيال من المنتخَبين، صارت الانتخابات نكتة أو أضحوكة، لذا ارتأيت الخروج بهذا الموضوع للترفيه. لكن، قد تكون هناك امتيازات لطرف على الثاني لم أتنبه لها وأذكرها، وبالتالي الباب مفتوح للقراء لإضافتها في تعليقات. وتبقى الانتخابات كلعبة الشطرنج، البيادق فيها هي الشعب واللاعبون هم المرشحون الفائزون. للأسف، تبقى هذه مجرد نافذة من النوافذ المطلة على واقعنا المر...