[email protected] إن الجماهير الناظورية المعتزة بوطنيتها لتعبر عن استنكارها الشديد لتحركات شرذمة من العملاء و الخونة بالاقليم” كانت هاته تلك اللافتة العريضة التي رفعت بمدرجات الملعب البلدي بالناظور، والتي كانت محل استنفار أمني شديد وعلى مستوى رفيع. والغريب في الأمر أن تلك اللافتة رفعت ولم يظهر صاحبها ولا الجهة المسؤولة عنها الى حد الآن.. ... لكن السؤال الذي حير تلك الجماهير التي حلت بالملعب البلدي لمتابعة مباراة الهلاي الناظوري هو، من هم هؤلاء الخونة؟ وما الدافع وراء رفع تلك اللافتة وبالملعب البلدي بالذات؟ ومن لديه اليد الطولى في القيام بهذا الفعل؟... انها أسئلة عديدة ومبهمة تطرح نفسها حول مصطلح “الخونة” الذي ظهر بشكل فجائي للجمهور الرياضي الناظوري، بعد أن اعتاد مشاهدة وسماع هذا المصطلح في المشهد الاعلامي المحلي، خصوصا في الموايع الحساسة من قبيل تهريب المخدرات والاعتقالات و المداهمات الواسعة التي شملت مافيا الحشيش بمدينة الناظور، بالاضافة الى حملة “التقوليب” من سماسرة الانتخابات القادمة ومن أشخاص تعودنا أن يكون لفظ “الخونة” مرتبطا بهم ارتباطا حميميا... نعود الى موضوعنا الذي جعل الجمهور الناظوري ينقسم الى قطبين (قطب يثمن هذا الاجراء المتمثل في رفع تلك اللافتة، وقطب يعارضه ويناشد بعدم الخلط بين السياسة والرياضة، خصوصا وأن خطاب تلك اللافتة خطاب سياسي محض). لكن من وجهة نظري المتواضعة أعتقد أن رفع تلك اللافتة وبذلك التعبير وبفضاء رياضي، يسجد لنا أن الخطاب موجه لجمهور الرياضة بالاقليم، ولو كان غير ذلك لما رفعت تلك اليافطة بالملعب البلدي. فعن ماذا ينم هذا الخطاب المبهم؟ هل حقا هناك شرخ في الوسط الرياضي المحلي، أو بطريقة أخرى، هل هناك خونة يريدون النيل برياضتنا والسعي وراء تدهورها؟! للأسف نعم ! إنه الواقع المرير الذي تعيشه رياضتنا خصوصا في ميدان كرة القدم وذلك الصراع الزائد عن اللزوم بين فرق المدينة، أنا لا أستطيع فهم كل هذا الاحتقان أو يمكن أن نقول الحقد المتبادل بين رواد أندية كرة القدم بمدينتنا، ما الفائدة من “التشمشيم” و “حضيني نحضيك” ونقل الأخبار من هذا الفريق الى ذاك الفريق؟؟ أعتقد أننا مازلنا نفتقر الى الوعي الرياضي، مازلنا نجهل ثقافة كرة القدم التي لو كنا ندركها لما عانت فرقنا الأزمة تلو الأخرى، ولما ترنحت كرة القدم بمنطقتنا الى الخلف، لو كنا ندرك الوعي الرياضي الحقيقي لما كان بيننا “خونة” ولما كانت تلك الاختلاسات المالية التي عاشتها ومازالت تعيشها أنديتنا. في الحقيقة تلك اللافتة أتت متأخرة (إن كانت رسالة موجهة للجمهور الرياضي الناظوري) لأنني كنت أمني النفس برؤية مثل هاته المبادرة منذ مدة ليست بالقصيرة، لفضح تلك الرؤوس التي أينعت وحان وقت قطافها والتي باتت اليوم تصول وتجول في الشوارع دون حسيب ولا رقيب، وبين عشية وضحاها باتت رمزا للنضال والتضحية والدفاع عن كرامة المواطن بعد أن لطخت صمعة رياضتنا بالوحل... كنت أتمنى أن تأتي مثل هاته المبادرة في ظرف تكون فيه رياضتنا أحسن مما هي عليه الآن،لانقاذ ما يمكن انقاذه ولملمة جراح الأزمات والنكسات. لكن في المقابل كسبنا رهانا حقيقيا، نعم اكتشفنا في رفع تلك اللافتة أن هناك فئة تغار على مصلحة المنطقة، اكتشفنا أن هناك أجساد آدمية تقول لا للخونة وتستنكر تصرفاتهم المشينة والمخزية (إيوا فهم يا لفهام). فلا للخونة الساعين الى طمس معالم رياضتنا، لا للخونة المتلهفين لإفساد اقتصادنا وجعله مبنيا على المخدرات، لا للخونة الراكضين وراء زعزعة استقرارنا السياسي والأمني و تسفيهه ... فليسقط الخونة أينما كانوا وأينما وجدوا ...