لاحت بوادر الاحتياط الأمني منذ المباراة الدولية التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره الموريتاني، حيث توزعت عبر مرافق المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله فصائل أمنية مختلفة، رغم أن الحضور الجماهيري كان أضعف من الحضور الأمني، بل إن إصرار رجال الأمن والجهة المنظمة على منع القاصرين من ولوج الملعب وتفتيش دقيق للجمهور على قلته، كما تابع المباراة الشرقي الضريس المدير العام للأمن الوطني وشخصيات أمنية نافذة. وفي نهاية الأسبوع الماضي وجهت الدعوة لرئيس الوداد عبد الإله أكرم لحضور جلسة تحقيق، واضطر إلى السفر على عجل إلى مراكش للإجابة على استفسارات محققين من الدرك الملكي وليس الشرطة القضائية مما يؤكد بأن ملف الشغب أصبح بيد الجنيرال حسني بنسليمان. وعلاقة بالكوكب المراكشي فقد سجلت مباراته الأخيرة بخريبكة أمام الأولمبيك إجراءات أمنية استثنائية، خوفا من اندلاع أحداث الشغب رغم أن الجمهور المراكشي لم يحضر إلى خريبكة بالكثافة المعهودة، بل كانت منصة ملعب الفوسفاط تضم مسؤولين أمنيين كوالي أمن الشاوية ورديغة ومساعديه، بل إن بعض رجال الأمن كانوا يصورون بكاميرات تحسبا لأي طارئ، كما شوهدت سيارات الإسعاف ووضع ممرضون على غير العادة في حالة استنفار فضلا عن المداومة بالمستشفى الرئيسي. وكان المسؤولون عن الإمن يخشون من رد فعل الجمهور المراكشي بعد القرارات الزجرية التي طالت الفريق، كما كان البعض يتخوف من إمكانية وجود جمهور بيضاوي بالملعب بعد أن أنزلت المجموعة الوطنية عقوبات بالوداد ومنحت الأولمبيك نقط المباراة وهو أمر استبعده الجمهور الودادي. وفي الدارالبيضاء شوهدت كل الفصائل الأمنية بمركب محمد الخامس رغم أن المباراة لم تستقطب جمهورا كبيرا، حيث كانت الشرطة العلمية والتقنية والاستخبارات والاستعلامات الخاصة والدرك والقوات المساعدة فضلا عن شركة الحراسة الخاصة في حالة تأهب قصوى. وفي الجديدة احتج الجمهور العبدي الذي رافق فريقه إلى الجديدة على ما وصفه بإعدام اللاعب عادل حليوات بعد توقيفه عن الممارسة مدى الحياة، دون أن يتجاوز الاحتجاز حدود اللافتات السوداء اللون. وفي الملعب البلدي بالقنيطرة الذي كان أكثر استقطابا للجماهير، فإن المباراة التي جمعت النادي القنيطري بالرجاء البيضاوي خلت من أي أحداث عنف أو شغب، رغم أن الجماهير عانت كثيرا مع انعدام الماء وهو ما عبرت عنه بواسطة لافتة رفعتها بالمدرجات، من جهة بفضل الحفاوة الكبيرة التي استقبل بها جمهور «حلالة بويز» لضيوفهم «الكَرين بويز» والتي تجاوب معها هؤلاء بطريقة حضارية، ومن جهة ثانية إلى الحضور الأمني الكثيف الذي أحسن رجاله التعامل مع ظروف المقابلة وانتشروا بشكل جيد عبر كل أرجاء الملعب البلدي وكانت مساهمتهم فعالة في تنظيم عمليات الدخول، وإن كان البعض قد وجه انتقاداته للمسؤولين الأمنيين في ما يتعلق بإقدامهم على تخصيص أماكن للجمهور الرجاوي بالمنصة المغطاة مع أن جله لم يؤد إلا ثمن تذكرة المدرجات المكشوفة. وفي بقية الملاعب أبرمت الجماهير صلحا معنويا مع رجال الأمن بترديد موشح «تحية رياضية للسلطة المحلية».