يخوض المنتخب المغربي لكرة القدم، اليوم، أول مباراة له تحت إشراف مدربه الجديد حسن مومن، وذلك عندما سيلاقي وديا منتخب الكونغو بداية من الساعة السابعة والنصف مساء بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله. ورغم أن المباراة تأخذ طابعا وديا بالنظر إلى أن الرأي العام الوطني يعلق عليها آمالا كبيرة لمحو الوجه السلبي الذي ظهر به المنتخب في الآونة الأخيرة، وعلى الخصوص فشله في تحقيق نتيجة الانتصار خلال الجولة الثالثة من التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى بطولتي كأس العالم في جنوب إفريقيا وبطولة أمم إفريقيا في أنغولا. وتحضيرا لهذه المباراة فقد دخل المنتخب المغربي في معسكر مغلق بالمركز الوطني لكرة القدم في المعمورة خصص الحيز الأكبر منه لرأب الصدع ومعالجة المشاكل الداخلية التي نشبت بين اللاعبين وأثرت سلبا على أداء ومستوى المنتخب المغربي خلال مبارياته الأخيرة، رغم أن التزامات مختلفة حالت دون حضور جميع اللاعبين في نفس الوقت، حيث إن 13 لاعبا فقط هم الذين شاركوا في الحصة التدريبية ليوم الاثنين، وغاب عنها كل من جواد الزاييري، ابراهيم الزعري، حسن المعتز، نبيل درار، عصام عدوة، مبارك بوصوفة، كريم الأحمدي، مروان الشماخ، ونبيل باها. وجل هؤلاء حضروا إلى المركز الوطني لكرة القدم مساء اليوم نفسه، باستثناء منير الحمداوي، و ميكائيل بصير، في حين حضر يوسف حجي رغم الإصابة، إضافة إلى اللاعب مروان زمامة الذي شارك في الحصة التدريبية المذكورة، لكن بشكل منفرد، إذ خضع لحصة جري الغاية منها منع تجدد الإصابة التي ألمت به رفقة فريقه أبيردان الأسكتلندي. من الناحية التنظيمية سعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى اتباع نهج جديد في الترويج للمباراة، عبر طبع مجموعة من اللافتات التي تحث الجمهور على الحضور بكثافة لتشجيع اللاعبين وخلق أجواء إيجابية، قبل المواجهة المقبلة التي ستجمع المنتخب المغربي بنظيره الطوغولي والتي ستدور في معقل الأخير يوم 5 شتنبر بداية من الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، علما أن هذا الفترة تصادف شهر رمضان وهو ما سيخلق متاعب أكبر للاعبين المغاربة، فضلا عن الحرارة المفرطة التي ستسود الطوغو خلال نفس الفترة. كما عملت الجامعة كذلك وفي إطار الترويج لمباراة الكونغو الودية إلى تنويع فضاءات بيع التذاكر والتي تتوزع بين مدينتي الرباط والدار البيضاء، بما في ذلك مركبي بنجلون ومركب الرجاء، وحددت أثمنة بيع التذاكر في 30، 50، 150، و400 درهم. وفي هذا الخضم تم عقد اجتماعين تحضيريين، الأول بمقر ولاية الرباط والثاني بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، جرى خلالهما تدارس مختلف التحضيرات التي تم اتخاذها لإنجاح المباراة، بما في ذلك الجوانب الأمنية التي اتخذت حيزا كبيرا، فضلا عن ضرورة توفير الشروط الصحية المطلوبة، إضافة إلى الجوانب المتعلقة بتوفير الراحة المطلوبة للجماهير، بما فيها المراحيض ومسالك ولوج المجمع تفاديا للتكدس، حيث سنفتح الأبواب بداية من الساعة الثالثة ظهيرة. من جهته وصل وفد منتخب الكونغو إلى المغرب يوم الاثنين الماضي عبر دفعتين، الأولى حطت الرحال بمطار محمد الخامس بداية من الخامسة عصرا، والثانية خلال العاشرة ليلا، حيث خاض الفريق حصتين تدريبيتين في يوم واحد، الأولى احتضنها ملعب الفتح بالرباط صباح يوم الثلاثاء والثانية احتضنتها أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله في نفس اليوم، وذلك طبقا للقوانين المعمول بها دوليا. كما نظمت الجامعة مأدبة عشاء على شرف الجامعة الكونغولية خلال الليلة ذاتها، بهدف توطيد أواصر العلاقة بين الجامعتين. ورغم الطابع الودي للمواجهة إلا أن حسن مومن ومساعديه يضعون عليها آمالا كبيرة لتصحيح الأخطاء الماضية وتكوين مجموعة قوية باستطاعتها الدفاع عن حظوظ المنتخب المغربي خلال الجولات المقبلة من عمر التصفيات، حيث أكد اللاعب المهدي بنعطية على أن اللاعبين يحدوهم طموح مشترك لاستعادة الثقة، بعد النتيجة المخيبة التي حققوها في المباراة التي جمعتهم بمنتخب الطوغو، داعيا الجماهير إلى عدم التوقف عن الآثار السلبية لتلك المباراة والمساهمة في التخفيف من آثارها، أملا في تدارك الموقف. كما شدد بنعطية على أن الجميع أدرك أخيرا أن اللحمة هي سر قوة المنتخب و أن التشرذم لن يقود إلا إلى النتائج السلبية، مبينا أن الجميع جاهز لتحقيق انتصار كبير على الكونغو لاستعادة الثقة المفقودة.