المتأمل لتعامل الحكومة مع قضية الصحراء عموما وقضية العيون خصوصا سيلاحظ غياب الانسجام والارتجال والتضحية بأرواح الشعب بدون تخطيط ولا توجيه ولا هم يحزنون . بدأت الحكومة غباوتها بعدم الترصد ” للتائبين ” العائدين إلى أرض الوطن ولم نسمع بالتحقيق معهم لاحتمال انحشار متسخين من البوليزاريو بينهم، ثم بدأت تنصب الخيام للألوف المؤلفة حيث غابت مخابراتنا عن الحدث من حيث تجميع المعلومات وتمحيصها والتحقق من أسباب التجمع مع العلم أن المخابرات المغربية قد تترصد للنمل في جحره ، وفي النهاية قامت الحكومة بحظر مكتب قناة الجزيرة وجعلت من الحدث حدثا وطنيا ألهت به الشعب حيث يجد الكثير من أطيافه نفسهم مشغولين في المسلسلات المكسيكية والتركية وكرة القدم، وشخصيا لا أستبعد أن يكون كبار المسؤولين يشاهدون هذه المسلسلات التي أخذت بلب قطاع هائل من الشعب المغربي . أما المسلسل الحقيقي فهو مسلسل حوار الحكومة مع الانفصاليين، إن مجرد الجلوس مع هذه العصابة يعتبر كبيرة سياسية، بل إنه ربح للبوليزاريو شئنا أم أبينا، كيف للحكومة أن ترضخ لضغوط الجزائر في قضيتنا الوطنية، هل للمسؤولين شك أن باب الجهاد لو أعلن عن فتحه فستدفع الجزائر والبوليزاريو معا الثمن غاليا، ففي هذه القضية يا قاتل يا مقتول، نعم لقد ربحت الجزائر وأجلست الحكومة المغربية مع البوليزاريو والتي لن تتنازل عن هذه القضية التي تعتبر قضيتها أيضا، فمن المعيب أن نقول أن عبد العزيز المراكشي لا صلة له بهذه القضية، إن رئيس هذه العصابة يأكل بثدييه ويهمه الشرب من آبار البترول الجزائرية فهي معين قد لا ينضب مؤقتا، ولولا قضية الصحراء لكان عبد العزيز المراكشي يتراقص مع القردة في جامع الفنا حيث لن يبدو بينه وبينهم كبير فرق . وتبدو عبثية الحكومة المغربية واضحة وهي لا تمتلك رؤية استراتيجية على المدى البعيد، فرغم أن الجزائرواسبانيا لهم أكثر من نقطة ضعف فالمغرب لا يستغل ولا واحدة، ماذا لو قررت الحكومة غظ الطرف عن المهاجرين السريين كلما أثارت اسبانيا الفتنة في بلدنا، ماذا لو قررت الحكومة التغافل عن المخدرات البيضاء وهي تبحر نحو السواحل الإسبانية حتى يعلم الإسبان كم نحن مهمون لأمنهم الاجتماعي والنفسي، ماذا لو قدمت الحكومة مساعدتها عن طريق المخابرات لمنظمة ايتا الباسكية التي تقاتل من أجل الاستقلال، أم أن الحكومة تجيد فقط لعب دور الخادم لحكومة معادية، اللهم إن كانت قضية الصحراء لا تهمها أو تعتبرها في المرتبة الثانية بعد العلاقات مع إسبانيا . إن عبثية الحكومة في تعاملها يطرح أكثر من سؤال بخصوص الجهة التي تدير الأحداث داخل المغرب، لقد جعلتنا هذه السياسة نترحم على ادريس البصري وأيامه حيث كان الجميع متساويا أمام القمع أما اليوم فالدلال هو سيد الموقف في التعامل مع الانفصاليين . [email protected]