على بعد أيام قليلة من انطلاق المهرجان الربيعي الدولي لمسرح الطفل (31 مارس -4 أبريل) يبذل شباب حركة “الطفولة الشعبية” فرع الناضور جهودا حثيثة حتى تكون كل الوسائل جاهزة بحلول موعد الانطلاق ومن أجل ضمان تنظيم جيد لهذا الموعد الثقافي الذي يطفئ شمعته ال15. في الطابق الثالث لبناية بشارع المسيرة الخضراء يعكف كل من ربيع عبارو ومحمد الخضراوي وزكية لقويدري وآخرون, مسلحين بإرادة جماعية وحب العمل الجمعوي, وبإمكانيات مادية متواضعة, على إعداد المطويات وبطائق المشاركين وملفات الصحافة والتحقق من تواريخ وصول ومغادرة الضيوف وضمان أفضل الظروف لإيوائهم. وحرص الشباب أعضاء اللجنة التنظيمية, في مقرهم المتواضع الذي تم تحويله مؤخرا إلى مركز للتكوين, على أن يحكوا لوكالة المغرب العربي للأنباء بالناظور عن نشأة المهرجان وكيف رأى النور وأبرز لحظاته وبالأخص عن الصعوبات التي حالت دون أن تكتسب تظاهرتهم هذه, بعد هذه السنوات الطويلة, مزيدا من المهنية والصيت على المستويين الوطني والدولي وأن تحظى بدعم أكبر. وقال السيد أحمد المغنوجي مدير المهرجان ” بعد كل هذه السنوات لم نتمكن حقيقة من ضمان حضور إعلامي جيد لهذا المهرجان الذي طمح ليكون تظاهرة تربوية وثقافية وفنية موجهة للأطفال”. وأوضح أنه “باستثناء توجيه دعوات لبعض المنابر الإعلامية فإننا لا نتوفر على خبرة في مجال التواصل ولا نعرف كيف نجعل الصحافيين يهتمون بمبادراتنا” مضيفا ” نحن نقوم بما في وسعنا بالامكانيات القليلة التي في حوزتنا”. وبعد أن عبر عن ارتياحه للمكانة التي أصبحت للمهرجان على مستوى الناظور, اعتبر ربيع عبارو , من لجنة التنظيم , أن الجهود الكبيرة التي تبذلها اللجنة وبالنظر لنقص الوسائل والامكانيات, لم تؤت أكلها بشكل جيد في غياب عمل تواصلي حقيقي يدفع بالمهرجان إلى واجهة المشهد الثقافي الوطني. وأكد محمد الخضراوي, الذي لم يخف فخره بالمكتسبات التي حققها المهرجان الربيعي لحد الآن, أن هذه التظاهرة هي الوحيدة التي تمكنت من ضمان استمراريتها منذ انطلاقتها بمدينة الناضور.(يتبع) وفي تأكيد على أهمية العنصر التواصلي, لاحظ أعضاء اللجنة أن عددا من التظاهرات, التي لا تحظى بالاهتمام الشعبي الذي يعرفه هذا المهرجان, أمكن تنظيمها بفضل حركية التواصل, مشددين على ضرورة ضمان تغطية إعلامية جيدة لنسخة 2009, التي تعد ببرنامج حافل وغني. من جهة أخرى, قام منظمو المهرجان في أفق التعريف بهذه التظاهرة وأهمية المسرح في تربية الأجيال المقبلة, بنشر كتاب يمكن للعموم من خلاله أن يكتشف مختلف الفرق المسرحية التي شاركت في الدورات السابقة والبلدان التي تمثلها, إلى جانب بعض أنشطة فرع حركة الطفولة الشعبية بالناظور. وتنظم الدورة ال15 للمهرجان الربيعي للطفل بشراكة مع وكالة تنمية الأقاليم الشرقية, وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتندرج هذه الدورة, التي تنظم تحت شعار “مسرح الطفل : حوار الثقافات “, في إطار الأنشطة التربوية والثقافية, التي تنظم بمبادرة من “حركة الطفولة الشعبية” بهدف تعليم الأطفال تقنيات المسرح , وتمكينهم من تبادل خبراتهم بهذا الخصوص. ويرى منظمو المهرجان أن هذه التظاهرة, التي تنظم للسنة ال`15 على التوالي, تروم تشجيع الإبداع وقيم التسامح وتبادل الخبرات بين الأطفال, والمساهمة في الدفع بالدينامية الثقافية والتربوية والفنية بمدينة الناظور , إضافة إلى تكريس قيم التضامن بين أطفال العالم. وستعرف هذه التظاهرة الثقافية مشاركة عشرة فرق مسرحية تمثل كلا من فرنسا وهولندا وبلجيكا وتونس والأردن والجزائر إلى جانب المغرب. كما سيتم خلال هذه التظاهرة, تنظيم ورشات عمل ومحترفات حول مواضيع تتعلق بالمسرح وأنشطة إبداعية لفائدة أطفال الناظور وضيوفهم. وستسهر لجنة للتحكيم على تقييم مختلف العروض المسرحية التي ستقدم خلال هذه التظاهرة, حيث من المقرر أن تمنح جوائز وهدايا للفائزين والمشاركين في هذه الدورة .