افتتح أمس الثلاثاء ، المهرجان الربيعي الدولي لمسرح الطفل في دورته الخامسة عشر والمقام تحت الرعاية السامية للملك محمّد السادس ، والمنظم من طرف فرع الناظور لحركة الطفولة الشعبية بشراكة مع وكالة تنمية الجهة الشرقية. "" وتميّز حفل الافتتاح بحضور جماهيري كبير من جانب الطفولة وأولياء أمورها بإغناء من شخصيات مدنية وممثلين عن المسؤولين المحليين والمكتب المركزي للجمعية، حيث كانت المناسبة مواتية خلال كلمة السيد أحمد المغنوجي بصفته مديرا للمهرجان وكذا الكلمات المتناولة التي تلته للترحيب بضيوف المغرب الذين حجّوا من الجزائر وتونس والأردن والعراق وهولاندا وبلجيكا وفرنسا لمشاركة إخوانهم المغاربة في إحياء هذا الموعد الدولي الذي اختير له كشعار خلال دورته الحالية: "حوار الثقافات". كما أكّد المتدخلون أيضا على أهمية مسرح الطفل وتبادل التجارب ضمنه من أجل الرقي بالطفولة وتوسيع المساحات الفكرية وتحقيق الاندماج وتقبّل الاختلاف والتعرف على ثقافة الآخر. "أنا مغربي، صغاري تعالوا نخلّد فنّا، ونحكي حياة ونشدو جمالا.."، كلمات من نشيد المهرجان الذي قدّمته فرقة الكروان لحركة الطفولة الشعبية بالناظور كأولى فقرات حفل الافتتاح الذي عرف استحسانا لاختيار فرقة أحباب الشيخ صالح القادمة من مدينة وجدة لإحياء باقي فترات لحظته الافتتاحية. عروض هذه السنة عهد تحكيمها إلى لجنة مكوّنة من السادة مصطفي الرمضاني رئيسا، وعضوية فؤاد أزروال وسالم أكويندي وعبد الإله فؤاد وسعيد المرسي وعبد الله زروال، في حين تخلف رائد الاحتفالية، الدكتور عبد الكريم برشيد عن الحضور لأسباب غير معلن عنها رغم برمجته ضمن لجنة التحكيم. وتشارك في المسابقة الرسمية إثنتا عشر فرقة مسرحية، بينها فرق مغربية قادمة من الناظورووجدة وومراكش وشفشاون وبركان في حين استقدمت العروض الدولية من مدن مثل سوسة وعمّان وبغداد هيلمند وبرج بوعريريج. وقد افتتحت المسابقة بعرضين خلال اليوم الأوّل من المهرجان الذي يستمرّ لغاية 4 أبريل 2009، وذلك بفرجة مقدّمة من فرقة باكو من وجدة بمسرحيتها "صراخ الزعانف" لمؤلفها محمّد مكتوب ومخرجها محمّد باكوري، تلاه عرض لفضاء أبوليوس للمسرح بمسرحيته "طوشا" لمؤلفه محمّد العوفي ومخرجه الطيب المعاش. حري بالذكر على أنّ فقرات اليوم الأوّل دارت بأبواب مغلقة لامتلاء قاعة المركب الثقافي بالناظور، ما اضطرّ المنضمين إلى إغلاق الأبواب أمام القادمين الذين فاقوا الطاقة الاستيعابية لفضاء العروض أضعاف المرّات، وهذا لوجود تعطش فني كبير للأنشطة الفنية الجادّة والتي ما فتئ يعبّر على الإقبال عليها عدد كبير من الساكنة ومن مختلف الشرائح العمرية. ويراهن المنظمون على تحقيق نجاح أكبر من نظيره المحقّق إبّان الدورة السالفة، والتي كانت أولى الدورات الدولية، مع المراهنة على وجود تغطية إعلامية كبيرة للحدث على ضوء اعتبار مدير المهرجان ضعف الإقبال الإعلامي على دورات المهرجان الربيعي الدولي لمسرح الطفل يعدّ من النقط السوداء بهذا الحدث الذي انطلق منتصف التسعينيات ولم ينل ما يستحقّه من مواكبة إعلامية.