عادت قضايا «الاختطاف» والمطالبة ب»الفدية» لتضرب من جديد في الناظور وتخلف المزيد من الذعر وسط العائلات. وأفادت مصادر مطلعة أن الضحية، هذه المرة، ابن صيدلي بالمدينة نفسها، يبلغ من العمر حوالي ست سنوات، اختطف من أمام بيته من قبل عناصر عصابة إجرامية تربصت به، وطالبت ب22 مليونا لتحريره. وقالت مصادر مطلعة إن الصغير عاد من مدرسته، الجمعة الماضي، عبر سيارة نقل مدرسي، وأنه ما إن نزل منها، حتى اختطفه شخص ترجل من سيارة خفيفة، وقاده إلى مكان مجهول، وتبين في ما بعد أن الطفل لم يبد أي اعتراض على الركوب في السيارة لأن أحد أفراد العصابة من أقارب والده، واعتاد زيارة الأسرة في البيت، كما تبين أن المتهم زار بيت خاله لحظات قبل اختطاف الطفل. وحسب ما ذكرته المصادر ذاتها، فإن المصالح الأمنية نجحت في الوصول إلى مكان احتجاز الضحية في ظرف أربع وعشرين ساعة، إذ نصبت كمينا للمختطف في غابة بالناظور، بعد أن توصلت إلى هويته، بعد التنصت على المكالمات التي تلقاها الصيدلي منه وتعرف على صوته. وكان المتهم، وهو من ذوي السوابق، حسب المصادر المذكورة، احتجز الطفل في بيته ببني أنصار، نهار اليوم نفسه، قبل أن ينقله، حوالي الحادية عشرة والنصف ليلا، إلى غابة، وهو ما أثار شكوك الطفل الذي أوهمه المتهم بأن والديه ذهبا على عجل إلى عزاء، وأنهما كلفاه برعايته إلى حين عودتهما، غير أن نقله إلى الغابة ليلا أثار خوفه. وعمد المتهم، العاطل عن العمل، والبالغ من العمر 26 سنة، إلى مطالبة والد الضحية بأداء فدية قيمتها 22 مليون سنتيم، وهدده بقتل الطفل إن أبلغ الشرطة، غير أن الصيدلي أسرع للتبليغ عن جريمة الاختطاف، لتباشر عناصر الشرطة القضائية أبحاثها، بدءا بالتنصت على مكالمات المتهم، وتجنيد عناصرها لمحاصرة الأماكن التي حددها المتهم للأب، لتسليم المال، قبل أن يغيرها أربع مرات. وحددت العناصر الأمنية في نهاية المطاف مكان الاحتجاز، عبر المكالمات الهاتفية، لتلقي القبض على المتهم وتحرر الطفل، الذي نقل على الفور إلى أحضان والديه، في حالة صحية جيدة، إذ تبين أن المتهم لم يلحق به أي أذى وظل يطمئنه ويؤكد له أنه سيعيده إلى والديه، حين يعودان من العزاء. ولم تذكر المصادر ذاتها عدد شركاء المتهم باختطاف واحتجاز ابن خاله، خاصة أنه استعمل سيارة خفيفة رفقة بضعة أشخاص لحظة التربص بسيارة النقل المدرسي واقتياد الضحية إلى بني أنصار، ثم إلى غابة الناظور.