عاش الحي الجامعي بمدينة وجدة، في الساعات الاولى من صبيحة الأربعاء 28 يناير الجاري، على وقع مواجهات دامية بين طلبة ينتمون لفصيل "الطلبة القاعديين" المعروف ب"الكراس" الذي ينحدر جل نشطائه من منطقة الريف، وآخرون ينتمون للنهج الديمقراطي القاعدي المعروف ب"البرنامج المرحلي". أطوار المواجهة إنطلقت في وقت مبكر من صبيحة اليوم، عندما شنّ طلبة "الكراس" هجوم مباغت على غرف يقطنها طلبة البرنامج المرحلي بالحي الجامعي، وذلك على شكل مجموعات داهمت الحي الجامعي، لتندلع إشتباكات عنيفة داخل الطابق الأول والثاني للجناح (َA)، أستعملت فيها مختلف الأسلحة البيضاء والغاز المسل للدموع، مما أسفر عن إصابات متفاوتة في صفوف الطلبة المنتمون إلى النهج الديمقراطي القاعدي، وإغماءات في صفوف الطالبات. هذا وإنتقلت المواجهة إلى محيط الحي الجامعي، حيث تجدّدت الإشتباكات بين الطرفين بعد أن إستجمع طلبة "البرنامج المرحلي" قواهم، حيث شنوا هجوم مُضاد خلف إصابة طالب من مدينة بني بوعياش، حيث جرى نقله عن متن سيارة إسعاف إلى مستشفى الفرابي لتلقي العلاج، قبل أن يتم إعتقاله من طرف عناصر الشرطة من داخل المشفى وإقتياده إلى مقر ولاية أمن وجدة، ليتم إطلاق سراحه في وقت لاحق. وتأتي هذه الإشتباكات في إطار المواجهة المفتوحة بين الفصيلين، منذ أزيد من 10 أيام، التي إندلعت إثر مناوشات بين الطرفين في الحي الجامعي أصيب خلالها آنذك طالب من مدينة إمزورن ينتمي ل"الكراس" بضربة سيف على مستوى الرأس، حيث تلى هذا الحادث مداهمات للمنازل يقطنها القاعديين بالأحياء المجاورة للجامعة نفذتها عناصر البرنامج المرحلي. وتشهد جامعة محمد الأول ومحيطها في هذه الأثناء حالة من الهدوء الحذر والترقب لما ستأول إليه الأوضاع، في ظل إحتمال تطورات وفصول جديدة قد تعرفها المواجهة، في الوقت الذي إكتفت فيه السلطات الأمنية بدور المتفرج. تعليق