أنشطة المنطقة الإقليمية للأمن بالناظور واستراتيجيتها في محاربة الجريمة توقيف 80 ألف شخص،حجز 850 كلغ من الشيرا، 600 كلغ من الكيف و طابا. اعتبر رئيس المنطقة أن المجتمع المدني و الإعلام رقمين أساسيين في كل معادلة أمنية. ظلت الجريمة عبر العصور الآفة الكبرى لكل المجتمعات التي حاولت القضاء عليها بشتى الطرق والوسائل، فسخرت من أجل الإحاطة بأسبابها كل الموارد البشرية والمالية بل عملت على الغوص في كل العلوم والدراسات قصد استجلاء معالم هذا الداء الفتاك و العابر للقارات الذي ينخر جسد المجتمع وفقده توازنه . وجدير بالذكر أن المعطيات المتوفرة حول الجريمة وطرق محاربتها قد تختلف بين منطقة وأخرى ، حيث نجد أن الحصيلة رهيبة وأن الأرقام مخيفة و متفاوتة بين الأقاليم و الجهات رغم المجهودات الجبارة للحد منها ... و نخص بالذكر هنا إقليمالناظور الذي يعتبر منطقة جذب وتوافد الراغبين في الهجرة إلى الضفة الأخرى إما للهروب من العدالة أو من القهر و الحروب التي تعرفها بلدانهم ... و في لقاء بالسيد نبيل عوينة رئيس المنطقة الإقليمية للأمن بالناظور،أوضح أن التنظيم الهيكلي للإدارة العامة للأمن الوطني شهد عدة تعديلات فرضتها المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها العالم إلى جانب حرص الإدارة الأمنية على مواكبة التطورات التي عرفها مجال الأمن سواء على صعيد تطور الجريمة أو طرق مكافحتها، و التي تتجلى في تحسين طرق ضمان الأمن والنظام العامين ، وبالتالي مواجهة تحديات العصر من عولمة وتكنولوجيا حديثة متطورة بغية جعل جهاز الشرطة يمتاز بالفعالية والحياد وفق قواعد علمية ، حيث تم وضع رهن إشارة عناصرها كافة التجهيزات والإمكانات العصرية لمواكبة تطور الجريمة خاصة بعد ظهور الجريمة المعلوماتية والمالية والجريمة الإرهابية المستعملة لأخر التقنيات والتجهيزات التي يعرفها عالمنا المتقدم ... وبتعاون مختلف الدوائر الأمنية تمكنت المنطقة الأمنية الإقليمية مند فاتح يناير 2014 إلى غاية شهر نونبر ، من توقيف 80 ألف شخص الخاضعين لتحقيق الهوية ، منهم / المقدمين للعدالة من أجل مختلف الجنايات والجنح و كذا المبحوث عنهم على الصعيد الوطني الذي أغلبهم كان ضمن عصابات إجرامية من أجل الاتجار في المخدرات والهجرة السرية والتزوير و القتل العمد و السطو المسلح ....، و في هذا الإطار تم حجز 550 غرام من الكوكايين و 200 غرام من الهيروين وأكثر من 850 كلغ من الشيرا و 600 كلغ من الكيف وطابا ، وفي ميدان محاربة آفة بيع الخمور تم حجز حوالي 40 ألف وحدة من الخمور المهربة من مليلية المحتلة، أما في ميدان السير والجولان فقد تمكنت مصالح الشرطة من حجز 300 سيارة في وضعية غير قانونية أو المزورة بعضها كانت تستعمل في نقل المخدرات وتهريب الكازويل الجزائري ... كما تم تفكيك عدة عصابات و شبكات إجرامية وطنية و دولية في مجال الاتجار الدولي في المخدرات القوية والهجرة السرية والتنظيم الدولي لها ، والسطو المسلح ،كان آخرها تفكيك عصابة إجرامية خطيرة و اعتقال 14 شخصا من ذوي السوابق العدلية من بينهم من وصلت في حقه 21 مذكرة بحث وطنية ، كانت تنشط في ميدان الإتجار الدولي في المخدرات والسرقة الموصوفة و المتاجرة في السيارات المسروقة و الهجرة السرية، ، و قد تم حجز خلال هذه العملية ستة سيارات مسروقة ،و كمية مهمة من المخدرات ، فضلا عن ضبط مجموعة من الهواتف النقالة و أسلحة بيضاء و أصفاد وغاز مسيل للدموع ، و مجموعة من المبالغ المالية و أسلحة نارية ...... كما تمكنت مصالح المنطقة الأمنية بالناظور من تفكيك شبكة جزائرية مغربية كانت تنشط في مجال تهجير السوريين و الجزائريين و الليبيين و أفارقة من دول جنوب الصحراء إلى الأراضي المغربية على أساس التسلل إلى مدينة مليلية ، فضلا عن تفكيك شبكة أخرى تنشط في مجال تهريب الأقراص المهلوسة (القرقوبي) من الجزائر إلى المدن المغربية ، و الملاحظ أن الجارة الجزائرية لا تعير أي اهتمام لهذه الشبكات الإجرامية التي تنشط داخل أراضيها ، مما يضعها في قفص الاتهام ...، إضافة إلى تفكيك عصابة أفرادها يعملون بإحدى صيدليات الناظور ، وحجز 3 ألاف قرص طبي مهلوس ... كما تم تفكيك شبكة تنشط في مجال تزوير الجوازات والأوراق الرسمية من بينهم سوريين و جزائريين ، كما تم توقيف 14 شخص كان مبحوثا عنهم وطنيا خلال حملة تمشيطية ... و أشاد في هذا المجال رئيس المنطقة الأمنية بعناصر الضابطة القضائية لحنكتهم في حل لغز مختلف القضايا و الحوادث الذي شهدها الإقليم وبالسرعة القصوى ، وكذا بالدور الفعال الذي تلعبه الفرق المتنقلة المكلفة بمراقبة ميدان المرور وتنظيمه وبالأهمية الخاصة التي يحتلها هذا المجال في دائرة اهتمامات الإدارة الإقليمية لأمن وحرصها على العمل من أجل التقليل من حوادث السير و محاربة الجريمة ، حيث تم تسجيل خلال نفس الفترة انخفاض ملحوظ في عدد الحوادث خصوصا المميتة منها أو الناتج عنها جروح خطيرة ،كما أشار رئيس المنطقة الأمنية إلى أن إحداث مفوضية للشرطة بمدينة زايو والعروي و بني انصار ، فضلا عن الدوائر الأمنية ، تشكل طفرة نوعية على مستوى نشر الأمن و السكينة في كل أنحاء المنطقة وتحقيق حضور أمني فعال وقريب من المواطن، بحيث تمكنت في ظرف وجيز من تقليص نسبة الجريمة ووضع حد لنشاط عدة عصابات إجرامية وإيقاف عدد لا يستهان من المجرمين الفارين من العدالة .... و أكد رئيس المنطقة الأمنية أنه يتبنى طرق متعددة المحاور معتمدة في ذلك على أسلوب الوقاية من الجريمة بتدخلات استباقية من خلال دوريات أمنية لإظهار التواجد الأمني في الشارع العام ، ووضع السدود الأمنية في مختلف المناطق الحساسة ، إضافة إلى التدخل البعدي للشرطة القضائية لحل مختلف القضايا المطروحة . وذكر رئيس المنطقة الأمنية خلال هذا اللقاء بالجهود التي تبذلها الإدارة العامة للأمن الوطني على مستوى تأهيل العنصر البشري من خلال تمكين رجال الشرطة من دورات تكوينية في مختلف المجالات (المعلوميات، البحث الجنائي، تبييض الأموال) والتي من شأنها تأهيل نساء و رجال الأمن والرفع من مردوديتهم، وتطوير الآليات و طرق العمل تماشيا مع المستجدات و تطور المجتمع، كما تعمل هذه المنطقة الأمنية تماشيا مع استراتيجية الإدارة العامة للأمن الوطني على خلق تواصل بين المصالح الأمنية ومختلف فعاليات المجتمع المدني و الإعلام ، حيث اعتبرهما رقمين أساسيين في كل معادلة أمنية ، من خلال اجتماعات محددة و منتظمة لمناقشة الإشكالية الأمنية و العمل على حلها ترسيخا لمفهوم القرب وعدم الاقتصار على المقاربة الأمنية وحدها ، وهذا الإجراء جاء بهدف خلق ثقافة أمنية عند المواطن تتجلى في الإنصات والتبليغ و المساعدة المحدودة ، مضيفا أن عدد من التدخلات الأمنية تم المباشرة معها بناء على تعاون جمعيات المجتمع المدني و الإعلام مع مصالح الشرطة .و من خلال هذا التواصل تحاول المنطقة الإقليمية الأمنية أن تعطي صورة جديدة للمصالح الأمنية التي هي بالأساس مرفق عمومي كباقي المرافق ، تقدم خدمة للمواطن التي هي خدمة أمنية ، كما تنهج المنطقة الأمنية سياسة القرب وذلك بتأمين مختلف شوارع المدينة و المؤسسات التعليمية بدوريات راجلة وأخرى على متن السيارات و الدراجات النارية ،من أجل محاربة الشوائب الأمنية (التشرد،التسول،استغلال القاصرين من أجل التسول، بيع الممنوعات ، التحرش) ، مضيفا أنه تم في إطار اتفاقية الشراكة الموقعة بين وزارة التربية الوطنية والمديرية العامة للأمن الوطني واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، انطلاقة الحملة التحسيسية بالمؤسسات التعليمية في نسختها الثالثة و ذلك لتعرف التلاميذ على الظواهر التي تجتاح الوسط المدرسي وسبل معالجتها / ظاهرة العنف المدرسي ومخاطر المخدرات،فضلا عن توعيتهم بمخاطر الطريق و ترسيخ مرتكزات السلامة الطرقية ، و جعلهم يتشبثون بسلوك حضاري إيجابي للوقاية من حوادث السير ، فاعلين في محيطهم ، مؤثرين على أسرهم وذويهم بما يضمن سلامة جميع أفراد المجتمع ، حيث تتغيا المنطقة الأمنية من كل هذا تغيير الصورة النمطية التي راكمها المجتمع على الشرطي و المؤسسة الأمنية . تعليق