لا زال عمال النظافة المشتغِلون بالشركة اللبنانية " افيردا المغرب " المفوض لها تدبير قطاع تدبير النظافة بالناظور وبني انصار وازغنغان يُعانون من عدم توصلهم بمجموعة من الحقوق والمطالب، ولازالوا ينتظرون البث في ملفهم المطلبي أمام تعنُّت غير مقبول لإدارة الشركة بتجاهل هذا الملف وتجميده منذ مدة رغم توصلهم برسالة مكتوبة بهذا الصدد . ففي الوقت الذي كانت تنتظر فيه شِغِّيلة " افيردا " الرد الإيجابي على ملفهم المطلبي، يتفاجأون بقرار من إدارة الشركة بطرد أربعة عمال على خلفية تغَيُّبهم عن العمل لأربعة أيام كاملة، وبغض النظر عن عدم قانونية هذا القرار بكونه لم يحترم مدونة الشغل التي تنص على أن الغياب الموجب للطرد يكون لأكثر من أربعة أيام أو لأكثر من ثُمانية أنصاف من الأيام خلال سنة، فإنه جاء في وقت استَفَزَّ فيه جميع العمال ورفع من مستوى غضبهم وسخطهم على الأسلوب الذي تُسيِّر به الإدارة اللبنانية هذا القطاع . فبعد سلسلة من الحوارات المسؤولة التي سهرت عليها السلطة الإقليمية تحت الرعاية المباشرة للسيد عامل إقليمالناظور بين المكتب النقابي للقطاع المنضوي تحت الاتحاد المغربي للشغل والإدارة العامة للشركة، يأتي قرار الطرد لينسف جميع الجهود المبذولة لتحقيق السلم الاجتماعي وخلق جو من الثقة المتبادلة بين إدارة الشركة وممثلي العمال الذين كانوا دائما سبَّاقين لتهدئة الوضع وتأطير العمال وضبطهم للتغلب على جميع العقبات والمشاكل التي قد تُؤدي إلى إغراق هذه المدينة المجاهدة في أزبال قد تُحولها إلى مدينة كارثية بامتياز . إن هذا التصرف الغير مسؤول لإدارة الشركة أدى إلى حركة احتجاجية عارمة داخل صفوف العمال مِمّا حذا بالمكتب النقابي للقطاع بعد استشارة الأمانة الجهوية للاتحاد المغربي للشغل بالناظور إلى عقد جمع عام استثنائي يوم الثلاثاء الماضي ( 26 غشت 2014 ) بمقر الأمانة الجهوية بالناظور تحت رئاسة الأمين الجهوي بالنيابة السيد عبد الواحد بودهن تمَخَّض بعد نقاش حاد وأعصاب مشحونة ومحاولة جادة من المكتب لتهدئة الأعصاب، إلى معاودة طرق أبواب السلطة الإقليمية الراعية للحوار من أجل ثني إدارة الشركة عن قرارها القاضي بطرد العمال الأربعة الذي تُحاول من خلاله إشغال المكتب النقابي عن متابعة ملفه المطلبي الذي أودعه لدى إدارة الشركة منذ أزيد من شهر . غير أن انشغالات السلطة الإقليمية بالاستعداد للزيارة الملكية أوجبت على المكتب النقابي معاودة الاتصال بإدارة الشركة لتجاوز هذه الأزمة، لكن أمام إصرار الإدارة على موقفها وعدم التواصل إيجابيا مع المكتب النقابي، اضطر العمال إلى تنظيم وقفة احتجاجية حضارية ليلة وصبيحة الجمعة الماضي ( 28 و29 غشت 2014 ) . وبمجرد وصول خبر الوقفة الاحتجاجية إلى علم السلطة الإقليمية حضر إلى مقر التجمع العمالي كل من السيد الكاتب العام لعمالة الناظور والسيد الباشا الإقليمي في محاولة لتهدئة الأوضاع ودعوة كل الأطراف المعنية إلى حوار مسؤول وبنَّاء لتجاوز كل العقبات، وبالفعل دخلت الأمانة الجهوية للاتحاد المغربي للشغل بالناظور بتنسيق تام مع المكتب النقابي للقطاع في حوار ماراطوني وجاد امتد لخمس جولات كاملة عرفت فيها الجولة الرابعة انسحاب الأمانة الجهوية وممثلي العمال من الحوار الذي ترأَّسَه السيد الكاتب العام للعمالة بسبب غياب صاحب القرار وللمستوى الغير مسؤول لممثل الشركة، ولقد تميزت الجولة الأخيرة بترأس السيد عامل الإقليم للحوار وبحضور السيد ممثل مديرية التشغيل والسيد رئيس الجماعات المحلية بالعمالة والسيد باشا إقليمالناظور إضافة إلى ممثلي الأمانة الجهوية للاتحاد المغربي للشغل وممثلي المكتب النقابي لقطاع " افيردا "، ولقد تمخضت هذه الجولة بعد سلسلة من الاتصالات للسيد العامل عن موافقة إدارة الشركة باستئناف العمال المطرودين لعملهم دون شرط أو قيد وفورا ( الجمعة 29 غشت 2014 ليلا )، وعن استدعاء مسؤول الشركة الذي يملك القرار للبث في الملف المطلبي المعروض على الشركة أزيد من شهر خلال الأسبوع المقبل ( الثلاثاء أو الأربعاء المقبل ) . وفي الأخير وبعد دراسة ما تحقق بين المكتب النقابي للقطاع وشِغِّيلة " افيردا " تقََرَّر استئناف العمل وإعطاء الفرصة للحوار البنّاء لتحقيق جميع المطالب، ولتجنيب مدينة الناظور كارثة بيئية غير متوقعة . تعليق