لقد أدى استهتار إدارة شركة "افيردا المغرب" المفوض لها تدبير قطاع النظافة بالناظور إلى امتعاض عمال الشركة وإحساسهم ب " الحكرة "، أمام الوعود التي لم تلتزم بها الشركة منذ بدئها العمل في يوليوز من السنة الماضية وإلى غاية كتابة هذه السطور، فعمال الشركة الذين ما زالوا ينتظرون من ينصفهم ويسترد حقهم طرقوا كل الأبواب ولجأوا إلى جميع السلطات، المعينة منها والمنتخبة، والتي كانت دائما بجانب هؤلاء العمال تحاول حل مشاكلهم، غير أن تعنت إدارة الشركة واختلاقها دائما للمشاكل وإخلالها بالتزاماتها رغم أنها توقع محاضر مع المكتب النقابي للقطاع وبحضور السلطات المحلية ومندوبية الشغل- كان آخرها المحضر الذي وقعته تلتزم فيه بإدراج الزيادة في منح الحليب و النقل و الأوساخ في رواتب العمال في هذا الشهر - صَعْد من حدة التشنج الذي أصاب العلاقة بين إدارة الشركة والمكتب النقابي لقطاع " افيردا "، فكل ما سبق الاتفاق عليه ذهب أدراج الرياح، ولم تكلف الإدارة نفسها حتى الاعتذار عليه ، فحتى الزيادة في منح الحليب والنقل والأوساخ التي كان من المفروض أن يتوصل بها العمال في بداية شهر يوليوز 2013، مازالت في خبر كان، ومازال العمال ينتظرون أن تُسوى رواتبهم بنُظرائهم في مدينة بركان التي تتولى نفس الشركة تدبير نظافتها والتي تؤدي لعمالها رواتبا تزيد ب 260 درهم عن رواتب عمال الناظور، وكأن الناظور مدينة لا توجد بالمغرب ولا تخضع للقانون المغربي. لقد بلغ السيل الزبى، وأعلن العمال في جمعهم العام الأخير تذمرهم واستياءهم الشديد للأسلوب الذي تنتهجه الشركة اللبنانية في تسيير هذا القطاع وفي تعاملها مع عمال الشركة الذين ينضبطون في عملهم رغم كل المشاكل غيرة على مدينتهم – وخير دليل على ذلك أنهم قد سبق لهم أن علقوا قرار الإضراب أكثر من مرة ، وجنح مكتبهم النقابي إلى الحوار لحل المشاكل لتحقيق السلم الاجتماعي، غير أن شعار إدارة الشركة الدائم هو عدم الوفاء بالالتزامات والقفز على حقوق العمال غير آبهة بعواقب ما تُقدم عليه - لذلك قرروا وبإجماع جميع الحاضرين الدخول في إضراب مفتوح يبتدئ يوم الجمعة 06 ديسمبر 2013 وإلى حين التوصل بكافة حقوقهم المتضمنة في ملفهم المطلبي . هذا الإضراب الذي سيخوضه العمال اضطرارا إذا استمرت الشركة في تعنتها إلى غاية الجمعة المقبل، والذي سيتعرضون فيه إلى الاقتطاع رغم قلة يدهم، سيحاولون من خلاله انتزاع حقوقهم المشروعة والتي يكفلها لهم القانون المغربي، فالمغرب ولله الحمد بلد يحفظ الكرامة لأبنائه وينصف كل مواطنيه، خاصة عمال النظافة الذين يتفانون في خدمة بلدهم..