حاولت بقدر الامكان ان أضع بين الحروف ما أردت التحدث عنه.. يوما بعد يوم تتكشف الخيوط … احترق "السوبير مارشي" وماذا بعد وما الذي حدث ؟ امتدت ناره إلى كافة الجهات ، وتحوّل الخبر إلى قضية رأي عام شعبي. تداولت العديد من المواقع الإلكترونية والصفحات الإجتماعية الموضوع . وملأت صوره العديد من الجرائد الورقية والمواقع الإلكترونية وصفحات الفايسبوك .. إغماءات ومحاولات انتحار خلال الاحتجاجات .. تجمهرات وصراخات وعويل وبكاء من أهالى الضحايا .. ينادون بل يصرخون صراخات تكاد الصرخة فيهم تزلزل المكان فضاء "السوبير مارشي" . ومسؤول كبير "غير مسؤول" يذكر أن احتجاجات البعض لا يمكن أن تشكل ضغطا … ويُعيد بعض "اتهامات" أمس قريب لم تندمل جراحاتها بعد ، الى "المكان". اعتصامات واحتجاحات تطالب بدفع التعويضات للضحايا ولأهاليهم ، وبمحاسبة كل من له علاقة بهذه الكارثة ، ومعالجة كافة الأسباب التي أدت لهذا الأمر . "تلفزيوننا" الرسمي أو قنوات "تلفزيوناتنا" الرسمية لم تنقل الخبر في حينه.. كانت مشغولة بمسلسل "سامحيني" وببرنامج "حياة الناس" ناسين هناك ان حياة الناس التي في خطر هي ليس تلك التي يتحدثون عنها في استوديوهاتهم وإنما هي تلك التي تعرفها "استوديوهات" الشارع. سياسيون ينتقدون ، نقابات ومنظمات مجتمع مدني وأحزاب ونشطاء سياسيون يرفضون .. سياسيون يطالبون برلمانيين "مسائلة" رئيس الحكومة ، سياسيون وبرلمانيين آخرين كثرت خرجاتهم لبيع الوعود والكلام ، بلاغات وبيانات وتصريحات صحفية مجانية سابقة لأوانها . ولكني … لم أسمع أن إعتذر مسؤول ، او قدم أي أحد استقالته . فقط .. أعرف أن أحد اصدقائي الذي "تستقطبه" بعض مواضيعي أحيانا ، قد لا يفوّت على نفسه فرصة التعقيب ويقول لي : لا تكبر الموضوع ! وسأسمع أحد "الفقهاء" يقول لي : لا بأس فهذا قضاء وقدر ! ولن يسكت "رجال الأعمال" فلا بد للكثير منهم ان يستغل الوضع : ويفتح سوقا آخر جديدا … ويدعوا "الضخايا" للإنضمام وبأثمان " مناسبة جدا"!! أحد أهالي ضحايا الحريق هو الآخر سيقول … لا ، لا – عفوا- لن يقول أي شيء .. فهو هناك على الرصيف … يبكي. تعليقات وأخرى وصور عبر مواقع التواصل الإجتماعي.. بعضها ساخرة تطال رجال الإطفاء .. وبعض مسؤولي المدينة .. وأخرى تُجمع على أنه لا بد من البحث عن مكامن الخلل سعياً إلى معالجتها . وقلت أنا ، نَعم ..لا بد من معالجة الخلل ! ولكن عن أي خلل نتحدث ؟ .. وكل "خلل" كبير هو ابن خلل أكبر .. وكم من " لا بد " نحتاج لكي تنطلق معالجة الأوضاع التي تخلق "المشكلات". ؟! تعليقات أخرى تناولت الخطوات التي يجب خطوها بعد الحريق …. سوف … وسوف ….وسوف…!!! وعدت أنا لأتساءل وأقول : وسوف ماذا؟ .. وكم " سوف " قيلت قبل هذه ال" سوف" الأخيرة ؟! احترق السوق .. لا والله .. بل : احترقت المدينة بأكملها . نعم … احترق السوق في مدينتي .. و كم بعده وقبله من الأشياء والأسواق والأماكن التي احترقت … والتي ستحترق ؟ غاب الأمن و الأمان في السوق – عفوا- في المدينة كلها . وكم من الأشياء التي غابت قبل أن تغيب "سيارة إطفاء" ؟ فلك السلام يا مدينتي … ولك العزاء !!! صيفك ليس فصل واحدَ .. بل كل فصولك حارة مجمعة… احترق سوق مدينتي .. احترق قلب في صدر صغار مدينتي .. احترقت الأمانة والسلامة والنزاهة ، والأمن والأمان وحتى القانون احترق في مدينتي … فإذا لم ننتبه الى الفاسدين الذين يعبثون في قوت المواطن و يعبثون في البلاد والعباد و يقفون وراء حرق "الأسواق" والمدينة وتشريد العشرات والمآت فيها.. فهل نتوقع الانتهاء من سلامة "الأسواق"… والمدينة والبلد قريبا ؟! الآن … الآن .. لن أقول شيئا. "الناظور" ، بعد احتراق السوق بيوم وليلة ، يسهر "بعض" أهله الآن على وقع مباريات كأس العالم .. انقسمو إلى داعمين لهذا الفريق وذاك . تحولوا بغالبيتهم إلى خبراء باللعبة عامة وبالفرق ومستواها بخاصة . ناسين ان "اللعبة" الحقيقية هي تلك التي تُحاك ضد مدينتهم .. نسي بعظهم الآخر أنه احترق سوق ما في مكان ما .. قريب من بيوتهم . هذا عكس أغلب بسطاء مدينتي الذين يدركون جيدا حجم اللعبة الكبيرة التي تحاك هنا وهناك على حساب أمنهم و سلامتهم وسلامة أطفالهم .. ويُدركون كذلك انه وما أن تنتهي "شعائر" المونديال حتى يكون قد حان موعد "جولات" و مهرجانات الصيف . يُدركون ان " المدينة" ستغني … و هم فقط يتساءلون ، هل ستغني المدينة لتطرد أشباح الحريق أم ستغني لأنها لم تصدق الحريق ؟ أم أن أشخاص ما وراء الكواليس ارادوا للناظور أن يغني … ؟ !!!! تلك هي المسألة وعليك أن تأخذها كما هي بدون أسئلة.. لأن عليك أن تكون من طينة هؤلاء فقط لكي تفهم كيف يفكرون … احترق "السوبير مارشي" وما ذا بعد وما الذي حدث ؟ و كم بعده وقبله من الأشياء والأماكن التي احترقت … والتي ستحترق ؟ لكِ السلام يا مدينتي … ولك كل … العزاء !!! تعليق