ساد توتر بالغ خلال الجلسة الثالثة من محاكمة خلية بليرج صباح الجمعة الماضي، بعد أن ساءت الحالة الصحية لصلاح الدين بليرج، شقيق عبد القادر بليرج، المتابع الرئيسي في الخلية. واهتزت القاعة رقم 2 بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، حيث تجري أطوار المحاكمة، التي انطلقت قبل حوالي شهرين، بعد احتجاج قوي لدفاع صلاح الدين بليرج، الذي نبه رئيس الجلسة إلى تدهور مفاجئ في الحالة الصحية لموكله، مشيرا إلى أنه يحتضر. وتقدم الدفاع بطلب عاجل للإسعاف من أجل نقله إلى المستشفى على وجه السرعة. وزاد احتجاج الدفاع الذي ظل ينبه إلى «احتضار» بليرج مع تأخر حضور الإسعاف، حيث ظل شقيق بليرج ب«زنزانة» المحكمة القريبة من قاعة الجلسات يصارع الموت، فيما ظل محاموه يتقلبون على القاعة لطلب الإسعاف. وفي تلك اللحظات، خرج عبد القادر بليرج من القفص الزجاجي، حيث كان يجلس رفقة باقي المتابعين للاطمئنان على الحالة الصحية لشقيقه، قبل أن يعود تحت حصار أمني مشدد إلى مكانه. وكان صلاح الدين بليرج حضر في الساعات الأولى من صباح أمس رفقة باقي المتابعين إلى قاعة الجلسات، حيث جلس في القفص الزجاجي رفقة باقي المتهمين. وبدا صلاح الدين منهك القوى، حيث يعاني من مرض السرطان، الذي كان يتابع العلاج منه في الخارج، قبل أن يتوقف عن ذلك بعد اعتقاله. وظل دفاعه يطالب بتمتيعه بالسراح المؤقت من أجل متابعته للعلاج، لكن دون جدوى، كما أن حصص الأشعة التي كان يتلقاها قبل اعتقاله، توقفت دون أن يستفيد من متابعة دقيقة لحالته المتدهورة. وبعد حوالي ساعة من انطلاق الجلسة، لوحظ صلاح الدين بليرج وهو يغادر القفص الزجاجي بعد أن ساءت حالته. وقال دفاعه إنه ينزف بقوة، واصفا حالته ب«الاحتضار». إلى ذلك، أجلت هيئة المحكمة النظر في القضية إلى 23 من الشهر الجاري، لاستدعاء ترجمان محلف لترجمة ما يروج داخل القاعة لبعض المتابعين الذين لا يتقنون العربية، وخاصة محمد بختي، الذي أجلت المحكمة الاستماع إليه وتقديم إفاداته إلى حين حضور الترجمان المحلف. وخلال جلسة أمس، قدم جميع المتابعين هوياتهم إلى القاضي بنشقرون، كما استمعوا إلى التهم الموجهة إليهم. وكان عبد القادر بليرج أول من وقف أمام القاضي، الذي واجهه بتهم كثيرة، تبدأ بمحاولة زعزعة النظام، وتنتهي بالسرقة وتكوين عصابة إجرامية، مرورا بالقتل العمد وحيازة الأسلحة... ولم تخل لحظة مثول بليرج أمام القاضي من اصطدامات بين هيئة المحكمة والدفاع، الذي احتج بقوة على محاصرة بليرج بأربعة من رجال الأمن الذين وقفوا وراءه. ولم تهدأ القاعة إلا بعد انسحاب رجال الأمن تحت ضغط هيئة الدفاع. إلى ذلك، أطلق مصطفى المعتصم ضحكة مسموعة بعد أن واجهه القاضي بنشقرون بالتهم الموجهة إليه، وهي محاولة المس بسلامة الدولة الداخلية عن طريق ترؤس عصابة مسلحة وتأليف فرق مسلحة وتكوين عصابة إجرامية في إطار مشروع إرهابي بهدف المس بالنظام العام... فيما علق عبد الحفيظ السريتي، مراسل قناة المنار، على سؤال القاضي عن سوابقه العدلية بالجواب «لدي سابقة العمل السياسي».