نسبة كبيرة من فلاحي جماعة بني سيدال لوطا بإقليم الناظور إستفادوا من غرس أراضيهم بأشجار الزيتون في إطار برنامج المغرب الأخضر المسطر من قبل وزارة الفلاحة و الصيد البحري الهادف لاستبدال زراعة الحبوب بغرس أشجار الزيتون التي تتلاءم مع المناخ المتوسطي الغير منتظم التساقطات الذي تعرفه المنطقة، حيث تم غرس أزيد من ألفين (2000) هتار من الأراضي بتراب الجماعة المذكورة. إلا أن الرأي العام المحلي تفاجأ مؤخرا بخبر مفاده أن مجموعة من الأشخاص (ما بين سبعة و ثمانية أشخاص) أقدموا على إتلاف حوالي 150 شجرة زيتون بدوار "ثاغزوث" البعيدة بحوالي سبع كيلومترات عن مركز الجماعة لا لشيئ إلا لعدم رضاءهم عن قرار تكليف المقاول المشرف على غرس أشجار الزيتون لأحد أبناء الدوار المذكور و المسمى "أ. ز." من أجل حراسة و مراقبة الأراضي و الحقول المغروسة من بطش بعض الرعاة الذين لا يتوانون في إطلاق العنان لقطعانهم من الغنم و المعز للبحث عن الكلأ وسط هذه الأراضي المغروسة بالزيتون، و هذا ما قد يضايقهم و يحد من إمكانية إستفادة ماشيتهم من الأعشاب و بقايا المزروعات المنتشرة بين ثنايا أشجار الزيتون. بل حسب رواية أحد المتتبعين للشأن المحلي بالجماعة المذكورة أعلاه لم يقف الأمر عند الإتلاف و إنما أقدم الأشخاص السبعة أو الثمانية المحتملون على جمع الأشجار المتلفة بأحد الأودية الفاصلة بين الدوار المذكور أعلاه و دوار "حجرة علي" و إحراقها قصد محو جريمتهم في حق البيئة دون مراعاة للقيمة الرمزية لهذه الشجرة المباركة المذكور في القرآن الكريم و لا للمجهودات و الكلفة المالية الهامة التي رصدت من قبل مصالح الدولة من أجل تحويل أراضي شاسعة قاحلة و مهملة إلى مناطق خضراء تحمي البيئة و تعود بالنفع على الجميع . و لم يتم بعد التوصل إلى مقترفي هذه الجريمة في حق البيئة ، غير أن المقاول الذي لا زال يتحمل مسؤولية الإشراف و التتبع و السقي لهذه المغروسات تولى غرس و تعويض ما تم إتلافه في انتظار فك لغز هذا العمل الجبان . يذكر أن الصفقة الأولى التي أبرمتها المديرية الإقليمية للفلاحة بالناظور مع أحد المقاولين بمدينة بركان من أجل غرس مساحة شاسعة من المجال الترابي لجماعة بني سيدال لوطا بأشجار الزيتون على مدى ثلاث سنوات إنتهت بالأخير إلى الفشل دون التمكن من إتمام المشروع في ظل صعوبة المسالك و التضاريس و بالتالي تم اختيار مقاول جديد من أجل مواصلة أهداف البرنامج المسطر من قبل الوزارة الوصية و الذي لا يزال مشرفا على المشروع بالتتبع و السقي بعد الإنتهاء من أشغال الغرس. تعليق