بحضور بعض أولياء أمور التلاميذ وأعضاء تنسيقية جمعيات المجتمع المدني ببوعرك وأعضاء الجماعة وممثل السلطة المحلية بالمنطقة ورئيس قسم العمل الإجتماعي بعمالة الناظورأشرف رئيس جماعة بوعرك السيد أمين أمزرينة زوال يوم الأربعاء 30 من شهر أكتوبر الجاري، بمقر الجماعة ،على إعطاء انطلاقة مبادرة للنقل المدرسي تشمل سيارتين للنقل المدرسي خاصة بتلاميذ بوعرك، وهي المبادرة التي جاءت بفعل تظافر جهود المسؤولين الإقليميين بقسم التنمية البشرية بعمالة الناظور والمجلس الجماعي لبوعرك وبعض الجمعيات المحلية نظير تنسيقية جمعية المجتمع المدني ببوعرك والتي أسندت لها مهمة تسيير السيارتين في سبيل الحد من الهدر المدرسي وتوسيع قاعدة تمدرس الفتيات القرويات . جدير بالذكر، أن جماعة بوعرك تتميز بمناخ شتوي قاسي ٬ تزيده تعقيدات البنيات التحتية قساوة بسبب انتشار الطرق الموحلة، وهو الشيء الذي يجعل تنقل تلامذة الإعدادي والثانوي نحو مؤسساتهم تحديا يوميا كبيرا وصعبا باعتباره أحد أهم المشاكل التي تعرقل جهود تعميم التعليم بالمنطقة، كونه يساعد بشكل كبير في توسيع دائرة الهدر المدرسي خصوصا في صفوف الفتيات ، لتجاوز هذا الواقع واستشعارا منها بما يهدد مستقبل الأجيال الصاعدة على مستوى تراجع التحصيل العلمي ومردودية التلاميذ خاصة في صفوف الفتاة القروية، تأتي هذه المبادرة بفضل الإرادة القوية والعمل التطوعي والمقاربة التشاركية في تدبير الشأن المحلي والتربوي بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و المجلس الجماعي وجمعيات المجتمع المدني . وقد أثبتت عدة تجارب انخرطت فيها الجماعات القروية وجمعيات المجتمع المدني بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جدواها ونجاعتها في مجال يضع العنصر البشري والتنمية السوسيو اقتصادية في صلب اهتماماته. ففي إطار الاهتمام بالتمدرس بالعالم القروي دائما، ومن أجل الحد من ظاهرة الهدر المدرسي والانقطاع المبكر للتلاميذ عن الدراسة وخاصة الإناث منهم٬ قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم بعدة مبادرات هذه السنة تروم تكريس المكتسبات وتعزيز وتثمين النتائج من خلال إرساء دينامية للتنمية البشرية في انسجام تام مع أهداف الألفية للتنمية٬ لعل أهمها المساهمة في تعزيز أسطول النقل المدرسي بالعالم القروي . هذا، وتنضاف إلى هذه الجهود مبادرات فردية لجمعيات المجتمع المدني باعتبارها شريكا أساسيا في تحقيق التنمية٬ حيث انخرطت بدورها في المساهمة في تنفيذ ومواكبة مختلف السياسات العمومية وخاصة في هذا المجال الذي حضي باهتمام مبكر من طرف تنسيقية جمعيات المجتمع المدني ببوعرك، وهي التنسيقية التي تعد في هذا الإطار نموذجا لمنظمات المجتمع المدني التي انخرطت منذ مدة في العمل التطوعي٬ وذلك بفضل تجربتها في مجال تدبير ملف النقل المدرسي. وفي هذا الإطار، أكد رئيس جماعة بوعرك، أنه بفضل الجهود التي تم بذلها في هذا الإطار بالإمكان وقف النزيف على مستوى الهدر المدرسي خاصة في صفوف الفتيات٬ مضيفا، أن توفر الجماعة على حافلتين للنقل المدرسي قد يمَكِّن من تجاوز الصعوبات والمشاكل المرتبطة بالتمدرس ومحو الأمية. ومن جهته، أشار الناشط الجمعوي محمادي توحتوح إلى أن تدبير النقل المدرسي الذي تتكلف به التنسقية يرتكز بشكل كبير على العمل التطوعي، ويتم في إطار تضامني من خلال الواجبات والمساهمات الرمزية للمستفيدين، كما المح إلى أن المبادرة هاته يرتقب أن يستفيد منها العشرات من تلاميذ و تلميذات الإعدادي والثانوي وستعطى فيها الأولوية المطلقة للفتيات. عموما رغم أنها جاءت غير مبكر بالمقارنة مع جماعات أخرى إلا أن هذه المبادرة تعكس الاهتمام الخاص بالمنطقة والمجهودات الكبيرة المبذولة من أجل النهوض بها وتأهيلها عبر المحافظة على المكتسبات وإطلاق مبادرات جديدة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات الساكنة،ويأمل المتتبعون للشأن المحلي أن تتكرر هذه المبادرة مع مشاريع أخرى وتتضاعف حصص الجماعة من الإستفادة.