جماعة سكورة تتوفر على سيارتين للنقل المدرسي وسيارة لنقل اللحوم أشرف عامل إقليمورزازات صباح السبت الماضي، بمقر جماعة سكورة أهل الوسط، على إعطاء انطلاقة مبادرة للنقل المدرسي تشمل سيارتين من النوع المتوسط وسيارة لنقل اللحوم خاصة بجماعة سكورة، وهي المبادرة التي جاءت بفعل تضافر جهود المسؤولين الإقليميين بقسم التنمية البشرية بعمالة ورزازات والمجلس الجماعي لسكورة أهل الوسط وبعض الجمعيات المحلية نظير جمعية أمل لحسون وجمعية الشروق بأولاد يعكوب والتي أسندت لهما مهمة تسيير السيارتين في سبيل الحد من الهدر المدرسي وتوسيع قاعدة تمدرس الفتيات القرويات . جدير بالذكر، أن جماعة سكورة أهل الوسط بإقليمورزازات تتميز بتضاريس وعرة ومناخ شتوي قاسي ٬ تزيده تعقيدات البنيات التحتية قساوة بسبب انتشار الأودية والطرق الموحلة، وهو الشيء الذي يجعل تنقل تلامذة الإعدادي والثانوي نحو مؤسساتهم تحديا يوميا كبيرا وصعبا باعتباره أحد أهم المشاكل التي تعرقل جهود تعميم التعليم بالمنطقة، كونه يساعد بشكل كبير في توسع دائرة الهدر المدرسي خصوصا في صفوف الفتيات ، لتجاوز هذا الواقع واستشعارا منها بما يهدد مستقبل الأجيال الصاعدة على مستوى تراجع التحصيل العلمي ومردودية التلاميذ خاصة في صفوف الفتاة القروية، تأتي هذه المبادرة بفضل الإرادة القوية والعمل التطوعي والمقاربة التشاركية في تدبير الشأن المحلي والتربوي بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و المجلس الجماعي وجمعيات المجتمع المدني . وقد أثبتت عدة تجارب انخرطت فيها الجماعات القروية وجمعيات المجتمع المدني بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على المستوى الوطني جدواها ونجاعتها في مجال يضع العنصر البشري والتنمية السوسيو اقتصادية في صلب اهتماماته. ففي إطار الاهتمام بالتمدرس بالعالم القروي دائما، ومن أجل الحد من ظاهرة الهدر المدرسي والانقطاع المبكر للتلاميذ عن الدراسة وخاصة الإناث منهم٬ قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم بعدة مبادرات هذه السنة تروم تكريس المكتسبات وتعزيز وتثمين النتائج من خلال إرساء دينامية للتنمية البشرية في انسجام تام مع أهداف الألفية للتنمية٬ لعل أهمها المساهمة في تعزيز أسطول النقل المدرسي بالعالم القروي والذي يشمل بهذا الموسم لوحده سبع سيارات منها اثنين بجماعة وسلسات و اثنين بجماعة أمي نولاون وواحدة بجماعة تندوت تنضاف لاثنين بجماعة سكورة السالفة الذكر . وقد بلغ الاعتماد المالي الذي خصصته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بجماعة سكورة لوحدها في شقي البرنامج القروي والبرنامج الأفقي إجمالي يقدر ب 790.000 درهم ( سبعمائة و تسعين الف درهم ) للنقل المدرسي وحوالي 280.000 ( مائتين و ثمانين الف درهم ) لنقل اللحوم . وقال رئيس المجلس القروي المختار خاليف في تصريح لبيان اليوم، بأن هذه المبادرة جاءت بعد تصميم دام لسنتين متتاليتين تحقق بعدها انطلاق هذه التجربة، وأن الطموح يحذو المجلس الجماعي لتوسيعها لتشمل باقي الدواوير الأخرى٬ على الرغم من الإكراهات المالية الكبرى التي تشغل بال المجلس الحالي والتي لا تقل أهمية عن هاته المبادرة . وأضاف رئيس المجلس القروي، أن المجلس بذلك يجعل البعد التعليمي في خدمة البعد التنموي من أجل تحقيق التنمية البشرية والاجتماعية الشاملة٬ داعيا الفاعلين والمتدخلين في مجال النقل المدرسي الى نهج مقاربة تشاركية يكون العنصر البشري محورها الرئيسي، كما أكد أيضا على أهمية سيارة نقل اللحوم باعتبارها حلقة مهمة من حلقات النهوض بالوقاية الغدائية والتي ينتظر أن تبدأ أشغالها بتنسيق تام مع جزاري المنطقة و البيطري المحلي لنقل الحوم مستقبلا بالوسائل الحديثة النظيفة والمعقمة حفاظا على صحة المواطن والمستهلك . هذا، وتنضاف الى هذه الجهود مبادرات فردية لجمعيات المجتمع المدني باعتبارها شريكا أساسيا في تحقيق التنمية٬ حيث انخرطت بدورها في المساهمة في تنفيذ ومواكبة مختلف السياسات العمومية وخاصة في هذا المجال الذي حضي باهتمام مبكر من طرف جمعية المستقبل بسيدي فلاح، وهي الجمعية التي تعد في هذا الإطار نموذجا لمنظمات المجتمع المدني التي انخرطت منذ مدة في برنامج النقل المدرسي٬ وذلك بفضل تجربتها التي قاربت الخمس سنوات في مجال تدبير ملف النقل المدرسي٬ وخاصة على مستوى محاربة ظاهرة الهدر المدرسي بتجمع دواوير سيدي فلاح / بوسكور والذي يبعد عن المؤسسات التعليمية المعنية بحوالي أربعة عشرة كيلومترا. وفي هذا الإطار، أكد رئيس الجمعية يوسف البوهالي لبيان اليوم، ( النائب الثالث لرئيس المجلس القروي ) ، أنه بفضل الجهود التي تم بذلها في هذا الإطار أمكن وقف النزيف على مستوى الهدر المدرسي خاصة في صفوف الفتيات٬ مضيفا، أن توفر الجمعية على حافلتين للنقل المدرسي خاصتين بتلاميذ المستويين الاعدادي والثانوي مكن من تجاوز الصعوبات والمشاكل المرتبطة بالتمدرس ومحو الأمية. ومن جهته، أشار الناشط الجمعوي بعكريم محمد رئيس جمعية أمل لحسون ٬ لبيان اليوم، الى أن تدبير النقل المدرسي الذي تتكلف به جمعية أمل لحسون يرتكز بشكل كبير على العمل التطوعي، ويتم في إطار تضامني من خلال الواجبات والمساهمات الرمزية للمستفيدين، كما المح إلى أن المبادرة هاته يرتقب أن يستفيد منها حوالي 120 من تلاميذ و تلميذات الإعدادي والثانوي وستعطى فيها الأولوية المطلقة للفتيات. وقد أعطى في نظره، تدخل ومساهمة الجماعة القروية من أجل توفير النقل المدرسي لتشجيع التمدرس ومكافحة الهدر المدرسي٬ في هذا الإطار ثماره ٬ كما تشهد على ذلك النتائج الملموسة التي تحققت على مستوى تحصيل التلاميذ بمناطق أخرى، وأشار الى أن هذه التجربة يرتقب أن تكون ناجحة بشكل مبهر على مستوى هذه الجماعة باعتبار أنها لقيت ارتياحا في صفوف آباء وأولياء التلاميذ المتوقع استفادتهم منها حتى قبل انطلاقها .