يزاول باعة السمك بالدريوش تجارتهم وسط النفايات،بمقر السوق الأسبوعي للمدينة المتواجد بالمجال الحضري ،ولا يفصل هذا المكان عن المركز الصحي سوى بضعة أمتار،وعلى الرغم من انتهاء الأشغال بالبناية التي خصصت لباعة السمك المارشي والتي اكتملت الأشغال بها منذ ما يزيد عن سنة،وصارت جاهزة لضم وإيواء الباعة كي يمارسوا نشاطهم في ظروف جيدة،إلا أن وضعيتهم لا زالت مزرية،بسبب تأخر وضع هذه البناية رهن إشارة الباعة، بل وزادت سوءا أكثر من ذي قبل ،حيث مصير المارشي يظل مجهولا بسبب الغموض الذي يكتنفه،وعدم فتح أبوابه حتى اليوم يطرح أكثر من سؤال عن السبب الرئيسي في عدم جعله في متناول باعة السمك والخضر ،والدجاج الذين يتخذون من مقر السوق الأسبوعي مكانا لهم، لعرض بضاعتهم في ظروف يطغى عليها التلوث والفوضى،وتفتقد الى أدنى الشروط الصحية التي يجب أن تتوفر في مثل هذه الحالات،ويقول باعة السمك بأن الجهات المعنية تجاهلت مطالبهم،وهي غير مكترثة بالحالة السيئة التي يزاولون فيها مهنتهم، وإضافة الى النفايات الناتجة عن بقايا الخضر والأسماك التي حولت المكان الى برك آسنة،تنبعث منها روائح تزكم الأنوف وتخنق الأنفاس،والتي يتضرر منها الباعة بشكل مباشر من خلال احتكاكهم اليومي بها،فإن الباعة أجمعوا على تردي مستوى الدخل مقارنة بالسنوات الماضية،حين كانوا يمارسون تجارتهم بمدخل المدينة،ويقول معضمهم بأنهم لم يجدوا بديلا عن هذا المكان، بالرغم من المردود الهزيل الذي يدرونه من وراء هذه التجارة،ويعزون السبب في غياب مقرمناسب لهم، الى الجهات المسؤولة التي فشلت في إيجاد مكان تتوفر فيه كافة الشروط الصحية التي تمكنهم من بيع السمك في أجواء مريحة،وتشجع الزبناء على اقتناء السمك والإقبال عليه،والوضعية الحالية سبب رئيسي في نفور المشترين وعدم اقبالهم على شرائه،وما يزيد الطين بلة، رفض الطبيب البيطري القيام بدور المراقبة وتفحص حالة الأسماك التي تدخل الى المدينة،والطبيب يشترط توفير مارشي رئيسي للقيام بواجبه بحسب ما أفادنا به الباعة.أمام الوضع المتردي والسيئ لباعة السمك،فهؤلاء يطالبون كل من يهمهم الأمر التدخل بشكل عاجل ،لإيجاد حل لمشاكلهم ومعاناتهم اليومية، والتي يتكبدون من ورائها خسائر تمسهم في صحتهم وتهدد مستقبل عملهم الذي يعرف تدهورا مخيفا من يوم لأخر،ويستفسرون عن المارشي الذي لا زالت أبوابه مقفلة منذ ما يزيد عن سنة من إنجازه.