تعرف الناظور منذ أزيد من 24 ساعة تساقطات مطرية كثيفة أدت إلى فيضانات كارثية، ومن الساعات الأولى لصباح اليوم خرج السكان من أجل إبعاد مياه الفيضانات عن منازلهم، منهم من يخرج المياه بجميع الوسائل الممكنة، منهم من يضع أكياس التراب والأحجار أمام مداخل المنازل والمحلات لتفادي دخولها من جديد... منهم من يحاول فتح مجاري المياه رغم قلتها في جل الأحياء وانعدامها في البعض الآخر، ومنهم من جلس أمام منزله يرى في الكارثة التي أتلفت جميع محتوياته وبالخصوص أصحاب المنازل ذات الطابق السفلي فقط، ومن يتجول في أحياء المدينة يستشعر غضب وصبر المواطنين في نفس الوقت، ولكن ستلاحظ شيئا مهما هو غياب الأجهزة التي من المفروض أن تتواجد من أجل تفادي الكارثة ومساعدة المواطنين ، ولكن أصبحنا نسمع عن الخطط في تصريحات المسؤولين فقط، أما من يخطط وينفذ فهم المواطنون لوحدهم، أين هي الأجهزة المسؤولة وخططها من أجل الفيضانات التي كان متوقع حدوثها بالناظور؟؟ أين هي وسائل الوقاية المدنية التي تشترى بأموالنا التي ندفعها في الضرائب؟؟ أصبحنا نراها في وسائل الإعلام فقط، أما في الواقع نجد المواطنون بوسائلهم التقليدية يواجهون الكارثة، ويساعدون بعضهم بعض. الكارثة تزداد ساعة بعد ساعة ومن المتوقع أن تشهد هذه ليلة وصباح غد أمطار مماثلة، ومن المعلوم أن عشرات العائلات ستضطر هذه الليلة إلى المبيت خارج منازلهم، فإلى متى سننتظر تدخل السلطات لمساعدة المواطنين وإغاثتهم؟؟ أما أننا سننتظر كما انتظرنا 50 سنة مضت.؟؟ وسنترك الساعات القليلة المقبلة لتزيد من جرحنا وجرح العائلات الناظورية التي لازالت تعاني من الكارثة