في كورنيش الناظور، بعيدا عن زحمة المدينة وضجيجها، وشرودا عن متاعب الحياة وتفكيرها يحلو مخاطبة بحيرة مارتشيكا بهمسات من الاستنشاق ، حيث الأمل المغموس بالرومانسية والتأمل الهادئ في قفزات أطفال قهرتهم لسعات شمس المدينة الحارقة التي تصحبك وإياها إلى البعيد،يقصد الكورنيش كل من يريد أن يشرد من تفكيره أو للقاء قلبين أبرما عقدا مع البحيرة يلتقيانها صباحا او مساء. رغم الضجيج ومزاحمة الهواء في أجواء المدينة المكتظة يبدو المشهد عند الكورنيش، الذي لا يبتعد عنها سوى بأمتار قليلة، مختلفا عن الجو العام للناظور، فالتأمل الجميل بالبحيرة (رغم أنها بحاجة للكثير من التأهيل) يسرق احاسيسك ويأسرها بهذا التأمل. على الكورنيش يحلو التنزه للهارب من حرارة البيوت والشقق وقيظ الحر، وعنده تخفق قلوب الناظوريين الشباب وتزداد شغفا ببعضها البعض،الظروف المادية السيئة عند الكثير منهم تجبرهم على الذهاب الى الكورنيش بعيدين عن أماكن مكلفة والتي بطبيعة الوصف تحتاج الى دراهم كثيرة، كما يشكل الكورنيش منتجعا سياحيا بحد ذاته مجانيا يسمح للعائلات محدودة الدخل من زيارته والتمتع والتلطف المجاني على خلاف هواء المكيفات التي يستلزم لها المال !. عند الكورنيش يداعب الهواء زواره حتى يلامس القلوب فيجلب لها الراحة، حيث يحلو الاجتماع لمناقشة أمور ليست في شؤون الحياة ومتاعبها ومشاغلها، يحاول المجتمعون الحديث عن امنياتهم وطموحهم بل عنده يرسمون المستقبل بأفكار عقولهم التي تبدو ساكنة مصحوبة بسعة التفكير. الصغار والكبار ينتشرون هنا و هناك حيث لكل منهم ما يشغل وقته بالمرح واللعب ،مشهد سياحي يفتح الشهية دائما للانطلاق في الهواء الطلق والاستفادة من كل فراغ لتمضيته على مسافة قريبة من رحابة السماء ووسع البحيرة. ساحة الكورنيش شريان حيوي لمدينة الناظور، وهو الموقع الأكثر استقطابا للزوار والسكان، ممن يجدون فيه متنفسا ومسرحا فسيحا للإستمتاع والترفيه برفقة العائلة. والكورنيش هو أيضا ملاذ الأفراد ممن يترددون عليه فرحين وإن كانوا من دون صحبة. كما أنه الملاذ الأول للأطفال وأكثر ما يفرحهم بعيداً عن الأماكن المغلقة والقاعات المحددة بأبواب وسياج،اللعب في الهواء الطلق وعلى سعة “الكورنيش" ،تجذب اهتماماتهم الكبيرة وتشكل نموذجاً تتحقق فيه الأحلام.