توصلنا من مصادر مؤكدة وعليمة بحكم علاقتها المباشرة بالموضوع، بخبر قيام رئيس الدائرة بالإتصال فورا بمدير الديوان بمقر العمالة، بعد علم الأخير بواسطة اتصالات جرت بينهما ، بوجود المقدمين عن الجماعة القروية آيث شيشار بمقر العمالة بقصد لقاء عامل الإقليم من أجل تقديم شكوى ضد السلطات المحلية وإدارة دائرة قلعية التي كانت قد أرغمتهم طوال ستة أشهر على الحضور ليلا إلى منطقة ماري واري لحراسة جحافل الأفارقة التي تغير من حين لآخر على السياج الحديدي الفاصل لمليلية عن المنطقة ، وهذا من أجل منع المقدمين بأي شكل من الأشكال من لقاء العامل نظرا لعدم اطلاع الأخير على مجريات ما يحصل بالمنطقة من تجاوزات جاءت مفصلة في التقارير الأممية ومنظمة أطباء بلا حدود التي اتهمت المغرب بشكل صريح عن التجاوزات التي يقترفها في حق الأفارقة القادمين من جنوب الصحراء للولوج إلى فردوس أروبا عبر مليلية . المصدر أكد أن رئيس الدائرة حضر بنفسه إلى مقر العمالة، حيث وعد المقدمين بحلحلة الإشكال مقابل الصمت والمغادرة من مقر العمالة ، دون أن يطلع عامل الاقليم على موضوع الزيارة، الأمر الذي حصل بالفعل بحكم توقف المقدمين عن الحراسة الليلية ، إلا أن قضية التعويضات التي كانوا قد وعدوا بها مقابل الحراسة من السادسة مساء إلى السادسة صباحا لم تلقى حلا مرضيا حتى حدود الساعة . ونشير إلى أن جملة من المقدمين بالجماعة قد تلقوا العتاب من رؤسائهم بسبب قيامهم بهذه الخطوة بشكل منفرد دون إخبار الجهات التي يعملون تحت وصايتها حسب نفس المصدر دائما . وارتباطا بالموضوع، وحسب ما أدلى وصرح به رجال الدرك ومقدم المنطقة ، فإن الرجل الذي وجد ميتا في أحد الأنهار بجماعة آيث شيشار ، تم العثور عليه في نهر رمضوار أسفل قنطرة ماري واري، وقد كان ملتفا بالأكياس البلاستيكية، مع الإشارة أنه كان يحمل حقيبة الظهر ، وبعد انتشاله من بين الأزبال المتراكمة بالنهر جراء رميها هناك ، تأكد الإسعاف بأن الرجل فقد أجزاء مهمة من جلده حيث ظهرت أجزاء متعددة من العظام مثل مقدمة الأيدي والأرجل ، كما تم تأكيد تلف ملامح الوجه بشكل كامل مع تحلل بادي جدا على كامل جسده . وقد نقل إلى المستشفى الحسني للبحث في هوية الرجل ، ونشير إلى أن مقدم المنطقة رجح كون الرجل من الأفارقة نظرا للصراعات التي تحدث بينهم من حين لآخر وهي صراعات قاتلة كما وصفها . لكن المجتمع مدني يضع علامات استفهام متعددة على الحادث و يبدي شكوكا قوية في أن تكون الأجهزة الأمنية التي ترابط بالمكان لصد الأفارقة من الإغارة على مليلية، وراء مقتل الرجل وإلقاء جثته في النهر الكثيف الأعشاب والأشجار القصيرة وكل أشكال الأزبال . وفي إطار هذا الموضوع فقد أقدمت جمعية على مراسلة قائد سرية الدرك الملكي راجية منه توضيحات تامة حول أسباب الوفاة ومغزى تواجد الجثة وسط النهر ، ثم مراسلة أخرى موجهة إلى إدارة المستشفى الحسني بالناظور تحمل نفس التساؤل ،بالإضافة إلى رسالة إلكترونية أخرى تم توجيهها إلى المنظمة العالمية لحقوق الإنسان ” أمنيستي ” في نفس إطار الموضوع .