قام السيد كريم غلاب بدعوة من رئيس البرلمان السويدي السيد Per Westerberg مرفوقا بوفد برلماني هام بزيارة رسمية لمملكة السويد من 18 الى 20 فبراري الجاري . وضم الوفد المغربي المرافق للسيد غلاب رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية السيد نور الدين مضيان,ورئيس فريق الاصالة والمعاصرة ,والسيد عبد اللطيف وهبي, والسيدة عائشة لخماس عن الفريق الاشتراكي ,والسيدة لبنى امحير عن الفريق الاشتراكي . الوفد المغربي حظي باستقبال من قبل ولية العهد بالسويد صاحبة السمو الملكي الأميرة فيكتوريا وبحث معها عمق العلاقات التاريخية بين المملكتين المغربية والسويدية٬ مبرزا أن زيارة الوفد للسويد تتزامن مع الذكرى 250 للمعاهدة التي أبرمها المغرب في عهد السلطان محمد بن عبد الله مع ملك السويد آنذاك لحماية السفن السويدية من القرصنة وإقرار السلم وتطوير التجارة. اتضح أن اللقاء تناول لإصلاحات الديمقراطية بالمغرب٬ وأن ولية العهد السويدية أعربت عن إعجابها بقدرة المغرب على الحفاظ على استقراره بالموازاة مع تطوير نظامه الديمقراطي وبجرأته في تفعيل الإصلاحات. فعلى المستوى الحكومي ,فقد كان للوفد المغربي لقاءات ومباحثات مع كل من وزيرة الدفاع Karin Enström ,وزيرة المقاولة والطاقة والاتصال Cathrin Emsätter ,ووزيرة التعاون الدولي من اجل التنمية في الحكومةالسويدية Gunilla Carlson . الجدير بالذكر فان “تحركات خصوم الوحدة الترابية المغربية كان لها تأثير على بعض الأحزاب السياسية والفرق البرلمانية٬ مما جعلها تحمل أفكارا مغلوطة وانطباعات سيئة عن القضية الوطنية حسب الموقف المغربي ٬ اشير هنا إلى أن الوفد البرلماني المغربي حرص على تقدبم جميع التوضيحات اللازمة بشأن الموقف المغربي٬ خاصة للفئات ذات المواقف المؤيدة لخصوم الوحدة الترابية. وأعلن السيد غلاب أنه تم توجيه الدعوة لهذه الأحزاب بشكل رسمي لزيارة المغرب٬ خاصة الأقاليم الجنوبية الصحراوية٬ ولفت انتباه هذه الاحزاب إلى معاناة ومشاكل ساكنة مخيمات تندوف جراء العراقيل التي تتعرض لها حرية التعبير والتنقل وتحويل المساعدات الإنسانية الى جهات اخرى . الوفد البرلماني المغربي أكد خلال هذه اللقاءات على مشروعية حضور المغرب في صحرائه وأنه يسعى للتقدم نحو حل نهائي لهذا النزاع المفتعل من خلال مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية تحت السيادة المغربية الذي يعتبر مقترحا موضوعيا وجديا . كما تناولت اللقاءات ٬مسلسل الإصلاحات بالمغرب الذي اختار نموذجا يقوم على دعم الاستقرار مع تطوير النظام الديمقراطي من خلال إصلاحات دستورية وسياسية عميقة. اما على المستوى الاقتصادي٬ المباحثات ركزت بالخصوص على تطور قطاع الطاقة بالمغرب٬ خاصة الطاقات المتجددة ودورها في حماية البيئة٬ و هذا الموضوع لقي اهتماما كبيرا لدى الجانب السويدي من أجل المزيد من تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارات والتعاون التقني بين البلدين . عقد الوفد المغربي برئاسة رئيس مجلس النواب السويدي لقاء تواصليا مع افراد الجالية المغربية المقيمة بستوكهولم ومع جمعية السويدين اصدقاء المغرب والمهتمين بالاستثمار فيه swedish friends and potential of Morocco,حيث استمع خلالها الوفد لعدد من مطالب وشكايات الجالية هنا . وخلال مختلف مراحل هذه المباحثات واللقاءات , وقف الطرفان على عمق العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والتي تفوق المائتين سنة من العلاقات كما تمحورت حول سبل تعزيز التعاون بين البلدين على العديد من المستويات اما على المستوى السياسي فشكلت الزيارة فرصة للوفد المغربي لا طلاع البرلمانيين والمسؤولين الحكوميين هنا على الاوراش الكبرى والاصلاحات السياسية التي اطلقها المغرب في السنوات الاخيرة ,اضافة الى اخر تطورات قضية الوحدة الترابية وعلى مبادرة الحكم الذاتي في الاقاليم الجنوبية للمملكة وقام الوفد بزيارة رسمية ايضا للمملكة الدنماركية من 20 الى 23 فبراير الجاري بدعوى من رئيس برلمان الدانمارك Mogens lykketoft. وجرى الوفد المغربي مباحثات مع كل من رئيس البرلمان ورئيس لجنة الشؤون الخارجية Per stig Moller وايضا مع وزير الشؤون الخارجية Vill sovndal وعمدة مدينة كوبنهاغن Frank Jensen ورئيس الحزب اللبرالي Lars Rasmussen وقام الوفد بزيارة كل من مركز التواصل متعدد الوسائط البرلماني والفدرالية الصناعية الدنماركية وبعد هذه الزيارة بمدة زمنية قصيرة اتضح لنا فشل الوفد المغربي من اقناع نظيره السويدي بالتراجع عن الاعتراف بالجمهورية الصحراوية , في حين يضغط مركز اولوف بالم من اجل الدموقراطية وحقوق الانسان على حكومة استوكهولم للاعتراف عملا بتوصية البرلمان . وكان البرلمان السويدي قد اعترف في يوم 5 دسمبر 2012 الماضي بالجمهورية العربية الصحراوية كاول برلمان اوربي يقدم على هذه الخطوة التي قد تدفع برلمانات اخرى الى تبنيها مثل النرويج ,فلندا , وارلندا الشمالية , وفي محاولة لاقناع بالتراجع عن هذا القرار . الجدير بالذكر انه لم يتم الاعلان رسميا عن هذه الزيارة لا من طرف السويد ولا المغرب لم ينجح الوفد المغربي في اقناع النواب السويدين بعدما تحول حقوق الانسان الى الموضوع الرئيس في اللقاء وكان وضع الوفد صعبا للغاية بحكم تزامن الزيارة وما ترتب دوليا عن الاحكام التي صدرت في حق الصحراويين 24 بالادانة ما بين المؤبد وسنتين بسبب تورطهم في اغتيال 11 فردا من قوات الامن المغربية ,حيث رفضت عدد من الهيئات الدولية المحاكمة العسكرية بما فيها الاممالمتحدة وكبريات جمعيات حقوق الانسان . وتاتي زيارة الوفد بعد اكثر من شهرين على اعتراف السويد بالجمهورية الصحراوية بالبرلمان الاوربي ,هذه الزيارة تظهر مدى افتقار المغرب لاستراتيجية في ملف وطني حساس مثل الصحراء ,اذ اضحى يلاحق مبادرات البوليساريو بدل توفره على استراتيجية ومنهجية غير هينة بتحرك الجبهة . ويستمر ملف الصحراء حاضرا في الساحة السياسية السويدية والاسكندنافيا , اذ اتفقت متاجر كبرى على مقاطعة المنتوجات المغربية التي قد يكون مصدرها الصحراء . في الوقت ذاته اقدم المعهد الشهير اولوف بالم على مطالبة حكومة ستوكهولم الاستجابة للبرلمان السويدي والاعتراف الرسمي بالجمهورية الصحراوية ,وكما بدات بعض القوى السياسية السويدية تشن حملة ضد العلاقات مع المغرب ,واخرها الحملة التي تتعرض لها بلدية كيرونة بسبب قرار التوامة مع بلدية اسفي المغربية ,اذ نشرت الصحافة الاسكندنافيا مقالات تؤكد ان هذه التوامة هي دعم لما اسمته الدكتاتورية المغربية , والى حد هذه الساعة وانا اشرف على نهاية كتابة هذا التقرير لم يعلن اي موقف رسمي من القضية .