سؤال فرض علي نفسه و أنا أستعرض عددا من مواقف حكومتنا الموقرة. فالمتتبع للشأن الحكومي المغربي لم يعد يتفاجئ من خرجات رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران. فبعد أن كان دوره تعليق فشله على عفاريت و تماسيح من نسج خياله،قرر الخروج بمسرحية جديدة ،سيلعب فيها دور المعتذر عما أسماه زميله في الحزب اعتداءا عليه. الواقعة كما يعرفها الجميع،بدأت حين كان السيد عبد الصمد الادريسي مارا قرب مجلس النواب،ورجال الأمن يحاولون تفريق مظاهرة غير مرخصة لمعطلين لم يكن سبب تظاهرهم سوى ما آلت اليه أوضاعهم بعد أن أخلف رئيس الحكومة وعدهم بتشغيلهم. ولأن السيد الادريسي لم يرقه ذلك الاحتجاج،تدخل ،وبدون صفة لنهر أحد رجال الأمن الذي كان يؤدي واجبه بتعليمات من رئيس الحكومة،و يا للعجب … استفسار رجل الأمن عن صفة النائب المحترم ،دفعت الأخير إلى استخراج ما في جعبته من ألفاظ تنم عن احتقار الآخر و النظر إليه بدونية ،بعد أن وصفه بالجاهل الذي لم يتحصل حتى على الباكلوريا.أهكذا إذن يتصرف نواب الأمة؟؟ الظاهر أن هذه صفة جديدة لمن ادعى أمام مجلس المستشارين أنه لا يتوانى عن إخراج لسانه لكل من لا يتماهى وسياساته،أو يختلف معه في الرأي.فماذا كان رد فعل السيد رئيس الحكومة ،الرئيس المباشر لرجل الأمن الذي نفذ التعليمات؟ لقد قرر رئيس الحكومة المحترم أن يقدم اعتذارا رسميا باسم حكومته لزميله البرلماني ،الذي ،عوض أن يمارس عمله تحت قبة البرلمان ،اختار أن يتهجم على رجل أمن بسيط ،لا يبدو أن بيده حيلة.فلم نسمع عن وزير الداخلية السيد امحند العنصر أنه دافع عن رجل الأمن المسكين، ولم نرجمعيات المجتمع المدني تدين هذا الاعتذار،ولم نقرء بيان مساندة من رجال الأمن(ربما لأنهم لا يتوفرون على نقابة).فلك الله يا رجل الأمن المسكين،فحظك العاثر قد جمعك مع أخ من “إخوان” رئيس الحكومة الذين لا يأتيهم الباطل لا من بين أيديهم و لا عن يمينهم ولا فوقهم ولا…إنما يأتي أمامهم. الواجب أن يتدخل أولائك الذين يدعون أنهم يدافعون عن كرامة المغربي أيا كان لرد الاعتبار لرجل الأمن هذا؟ أين السيد عبد العالي حامي الدين ؟أين السيد مصطفى الرميد؟ أم تراهم ابتلعوا ألسنتهم؟ يا رجال الأمن المحترمين،لا يهمنكم تكالب “الإخوان” ،فلكم التحية عن كل المجهود الذي تبذلونه ليلا و نهارا من أجل أن ننعم نحن المغاربة بالأمن و الطمأنينة. جازاكم الله عنا كل الخير وتعسا لمن يبخسونكم حقكم.