وجد عديمو الضمير ممن أعمى أبصارهم الطمع والجشع في هبة الشعب المغربي، بمختلف فئاته وطبقاته لنجدة وإغاثة إخوانهم من منكوبي الزلزال، فرصة لممارسة نشاطهم الإجرامي المتمثل في النصب والاحتيال والسرقة. وفي هذا السياق تتوالى تحذيرات عدد كبير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي ومن العاملين بالميدان في المناطق المنكوبة من عصابات وأفراد يترصدون قوافل المساعدات القادمة من شمال المغرب عند مخرج أركانة (بياج أركانة). وبحسب ذات المصادر فإن هؤلاء المترصدين لقوافل المساعدات يستعينون بحيل نفسية متنوعة (السماوي) للإيقاع بضحاياهم وإقناعهم بتسليمهم ما جلبوه من مساعدات، وأنهم سيتكفلون بأمر إيصالها إلى المتضررين نظرا لوعورة المسالك والطرق الموصلة إلى المناطق المنكوبة. وذكر النشطاء وبعض من وقع ضحية لهذه العصابات الإجرامية أنه في حال فشلهم في إقناع أصحاب تلك القوافل بتسليم ما معهم من مساعدات، فإنهم يلجؤون في كثير من الأحيان إلى القوة والعنف لنهبها والسطو عليها. تجدر الإشارة إلى أن المغاربة وإلى جانب التبرع بالدم، أعطوا للعالم أجمع نموذجا مبهرا بتحركهم العفوي، الذي سبق حتى المؤسسات الخيرية والإغاثية، حيث توافد المئات إلى المحلات التجارية بمختلف المدن لشراء المواد الغذائية والأساسية بمختلف أنواعها، والتبرع بها للمتضررين من الزلزال. واختلفت أشكال الدعم والمساعدة، كل حسب طاقته وقدرته، فإضافة إلى ما قام به قطاع كبير من الشعب بشراء المواد الغذائية والأساسية والتبرع بها، شارك مواطنون ومؤسسات وشركات خاصة بكثافة في حملة المساهمة في الصندوق الخاص بالمتضررين من الزلزال.