طالب رئيس مليلية المحتلة، خوان خوسيه إمبرودا، حكومة إسبانيا بضرورة تقديم احتجاج رسمي ضدّ ما اعتبره "عدوانا آخر من المغرب تجاه إسبانيا وسيادتها"، تمثل، حسبه، في وضع مدينتي سبتة ومليلية على خريطة رسمية للمملكة المغربية، منشورة على الموقع الرسمي لسفارة الرباط في مدريد. هذا الطلب الذي تقدم به رئيس مدينة مليلية المغربية المحتلة عبر وسائل التواصل قالت عنه صحيفة "إل بويبلو دي ثيوتا" الإسبانية، التي أوردت الخبر، إنّ إمبرودا أورد أيضاً أنّ "مليلية لها تاريخ إسباني سيضيف في غضون شهر، أي في 17 شتنبر، ما يصل إلى 526 سنة متواصلة، أي 459 سنة قبل استقلال المغرب". وأشارت الصحيفة عينها إلى أنّ "رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، سبق أن صرّح في 2 فبراير 2023 في الرباط بأن إسبانيا والمغرب تعهدا بالاحترام المتبادل، الذي يستلزم 'تجنب كل ما نعرف أنه يسيء إلى الطرف الآخر، خاصة أنه يؤثر على نطاق سيادة البلدين'". وتبدو هذه التّصريحات "في عمقها تصعيداً ضد بيدرو سانشيز، الذي فاز حزبه العمالي الاشتراكي بالبرلمان الإسباني، بعد ظفره برئاسة مجلس النواب، من خلال انتخاب فرانشينا أرمينغول على رأسه"، الأمر الذي يؤكده عبد الحميد البجوقي، الكاتب المهتم بالشأن الإسباني، إذ قال إن "هذه التصريحات تدخل في إطار محاولات التشويش المعروفة، التي يتكئ عليها الحزب الشعبي دائماً، ومن الواضح أنها ستستمرّ إلى غاية تشكيل الحكومة بإسبانيا". واعتبر البجوقي أنّ هذه "تصريحات غبية"، لكونها "مازالت تدور في الرحى القديمة ذاتها"، مشددا على أنّ "المغرب ليس مستهدفا على نحو مباشر بهذه التّصريحات، لكونها انتشرت خلال الانتخابات الإسبانية ولم تُؤت أكلها في محاولة التأثير على اختيارات العديد من الناخبين الإسبان، بل هي تحاول إرباك محاولات سانشيز لتشكيل الحكومة بعد أن ارتفعت حظوظه". وأكد المتحدث ذاته أنّ "الحزب الشّعبي الإسباني تعرض لضربة سياسية قوية على مستوى سبتة، حين حاول رئيسها تشكيل حكومة بمعية الحزب الاشتراكي، ولم يرد تشكيلها مع حزب فوكس"، مفسراً أن "الضربة جاءت حين أصدر بيدرو سانشيز توجيها وطنيا لكل النواب والمستشارين الاشتراكيين بسبتة بأن لا يتم أي تنسيق مع الحزب الشعبي لتشكيل الحكومة؛ ما يعني أنّ استغلال موضوع المغرب وسبتة ومليلية يصب في هذا الاتجاه". وأفاد الكاتب والمهتم بالشأن الإسباني بأنّ "كل هذه الأحداث المتراكمة والمتواصلة صارت تثير سعار اليمين الإسباني، وخصوصا الحزب الشعبي"، مشيرا إلى أن "درجة تصعيد الخطاب ستكون أقوى وأشدّ في هذه الفترة، إذ إن هناك نقطا معروفة يحاول أن يجعل منها مواضيع للجدل، لكونه يعرف أن لها نوعا من التأثير والإشعاع وتنال اهتماما بإسبانيا، خصوصا التّجاذبات التي يمكن أن تحصل مع المغرب". وشدد المتحدث على أنّ "الأحزاب اليمينيّة في إسبانيا، منها الحزب الشعبي ومعه حزب فوكس المتطرف المعروف بكرهه الطبيعي للمغاربة بالدّرجة الأولى، تعتبر ما يقوم به سانشيز، لأسباب سياسية، هدايا دبلوماسية للمغرب"، مبرزا أنه "لا يجب أن ننساق مع هذه الخطابات لكونها ليست صحيحة، بل تعني، بلغة السّياسة، أن سانشيز اتخذ سياسة متوازنة في ما يتعلق بالمغرب تحفظ بالضرورة مصالح إسبانيا". وختم المتحدث سالف الذكر بأنّ "بيدرو سانشيز ليس حليفا ولا خادما للمغرب أو مروجا لسياساته الخارجية، بقدر ما يقدم خدمات لبلده بسياسة هادئة تنفع البلدين بطرق متوازنة"، موضحاً أنّ "هذه السياسة التي يتخذها سانشيز تجاه المغرب ستتخذها حكومة يترأسها الحزب الشّعبي نفسه، وهو الحزب الذي يزايد على خصمه السّياسي بمواضيع الرباط، لكونها نابعة من اختيارات الدولة الإسبانية".