أعلنت شركة "ألبيت سيستمز"، وهي شركة تكنولوجيا دفاعية إسرائيلية، عن خطط لفتح مصنعين في المغرب، حسبما قال شاي كوهين، رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، خلال مؤتمر صحافي هذا الأسبوع. وبهذا الخصوص، قال عبد الرحمان المكاوي، خبير عسكري، إن شركة "البيت سيستم" "من الشركات العملاقة والمهمة في الصناعات العسكرية، وثاني مركب صناعي مهتم بأسلحة الجيل الرابع والخامس في ميدان الطيران والفضاء وبرمجيات القيادة والمراقبة والاستخبارات التكنولوجية المتطورة". وأضاف المكاو أن الشركة اختارت المغرب لدوافع أمنية ولكونه بلدا مستقرا، خاصة أن "هذا النوع من الصناعات يتطلب حراسة أمنية، لكونها صناعات جد متطورة قابلة للاختراق والسرقة". أما اختيار جهة الدارالبيضاء، فجاء، بحسب مكاوي، لأسباب اقتصادية وجيو-استراتيجية، ذلك أنها "منطقة صناعية تضم ميناء تجاريا يعتبر الأضخم في أفريقيا، ناهيك عن كونها تزخر بخزان بشري وكفاءات علمية، وأيضا بها مطاران مدنيان ومطار عسكري". و يأتي اختيار منطقة الدارالبيضاء بشكل يخالف ما سبق و اكدته صحيفة الاسبانيول عن احتضان منطقة افسو باقليم الناظور لمصنع اسرائيلي مغربي مشترك لصناعة الدرونات. و كانت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية قد سبق و اكدت أن المغرب سيوقع مع اسرائيل اتفاقا لبناء قاعدة عسكرية في منطقة أفسو التابعة لإقليم الناظور قرب مطار العروي الدولي. ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية أجنبية، أن المشروع يتجاوز اتفاقيات "أبراهام" التي جرى توقيعها في أكتوبر 2020. وأعربت المصادر عن تخوفها من أن تعزز هذه الشراكة الاستراتيجية الطيران الحربي المغربي عبر تطوير وإنتاج الطائرات بدون طيار "كاميكاز" حيث يعمل البلدان على إعداد مشروع لصناعة هذه الطائرات بالمغرب وإنتاج أكبر عدد ممكن منها هناك. وسيتمكن الإسرائيليون من إنتاج طائرات بدون طيار في المغرب بكميات كبيرة وبأسعار أقل بكثير، وسيتمكنون من وضع أنفسهم في أسواق التصدير. وعدد الخبير العسكري إمكانات الشركة الإسرائيلية في كونها "لها علاقات عميقة مع الهند وكندا والولايات المتحدة"، و"توظف أكثر من 130 ألف مهندس وتقني في إسرائيل"، و"لها فروع في كل من أمريكا وكندا"، و"كل شيء يطير في العالم فيه جزئية من هذه الشركة، سواء كان صواريخ أو رادارات أو طائرات مسيرة، سواء روسية أو كندية أو أمريكية أو هندية أو تركية، وغيرها"، مشيرا إلى أن "المغرب هو الدولة الإفريقية الأولى التي ستستثمر فيها". من جانبه، قال حسن بلوان، أستاذ باحث في العلاقات الدولية، إن "العلاقات المغربية الاسرائيلية تشهد دينامية جديدة وتطورا لافتا على الصعيد السياسي، وكذلك على المستوى العسكري". وأضاف بلوان أنه "بعد توالي الزيارات عالية المستوى التي قام بها مسؤولون إسرائيليون من الصف الأول إلى المغرب، قررت مجموعة من الشركات العسكرية عالية التكنولوجيا الإسرائيلية فتح فروع لها في المملكة تتويجا لتعاون عسكري وثيق بين البلدين. وبذلك سينتقل المغرب من بلد مستورد للسلاح الإسرائيلي النوعي إلى منصة لتصنيع جيل جديد من السلاح الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي الحربي". وحسب الباحث ذاته، "ينطوي هذا التطور اللافت في العلاقات العسكرية بين الجانبين عن مجموعة من المكاسب الاستراتيجية ستجنيها المملكة المغربية، خاصة بعد إعلان ألبيت سيستمز فتح فرعين لها في منطقة الدارالبيضاء، بعد مبادرات مماثلة قامت بها شركات إسرائيلية متخصصة في صناعة الطائرات بدون طيار عالية التقنية". ومن أبرز النتائج الإيجابية التي يمكن أن يحققها المغرب من هذا التعاون العسكري الاستراتيجي، ذكر بلوان، "تنويع المملكة لشركائها الإقليميين والدوليين، خاصة فيما يتعلق بجلب العتاد الحربي المتطور والدقيق"، و"التحول التدريجي للمغرب من بلد مستورد كلي للعتاد الحربي المتطور إلى بلد مصنع لأسلحة المستقبل، مما سيخفف من تكلفة ووقت حصول الجيش المغربي عليها"، و"تحول القوات المسلحة الملكية إلى قوة إقليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي الحربي الذي سيغير الأحداث على الأرض"، و"ضمان تفوق المغرب الميداني في جميع مناطق الصحراء المغربية وتطهيرها من بقايا وفلول العصابات الإرهابية للبوليساريو المدعومة جزائريا"، و"تثمين العلاقات المغربية الإسرائيلية والانتقال بها إلى مستويات أكثر تقدما، مما يعزز الروابط المتينة التي يلعب فيها اليهود المغاربة دورا محوريا وهاما"، بحسب تعبيره.