أقلعت مساء الثلاثاء الطائرة التي تقل وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى المغرب في أول زيارة من نوعها لوزير دفاع إسرائيلي، بهدف تقوية التعاون الأمني بين البلدين بعد نحو عام على استنئاف علاقاتهما، في زيارة هي الأولى من نوعها. ونقلت قصاصة لوكالة الأنباء الفرنسية "أ ف ب"، عن غانتس قوله قبيل انطلاق الرحلة في مطار بن غوريون بتل أبيب "ننطلق بعد دقائق في رحلة تاريخية مهمة إلى المغرب تكتسي صبغة تاريخية، كونها أول زيارة رسمية لوزير دفاع إسرائيلي لهذا البلد".
وأضاف "سوف نوقع اتفاقيات تعاون ونواصل تقوية علاقاتنا. من المهم جدا أن تكون هذه الزيارة ناجحة".
وتأتي زيارة المرتقبة لوزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب، بعدما تحدثت مصادر متطابقة، أنه في إطار التقارب المغربي الإسرائيلي لتقوية العلاقات الثنائية و تبادل الخبرات و مواجهة التحديات المشتركة، يعمل الطرفان حاليا لتطوير مشروع صناعة الدرونات الانتحارية بالمغرب، كما من المحتمل أن يتم التوقيع خلال زيارة غانتس إلى الرباط، على أول اتفاقية تعاون عسكري لصناعة الطائرات بدون طيار "الكاميكاز".
واستنادا لما أورده سابقا "africaintelligence"، فإن المغرب يسعى لإرساء ترسانة قانونية و تطوير شراكات مع دول رائدة لتطوير صناعة عسكرية محلية.
وفي يوليوز، أعلنت المديرية الوطنية الإسرائيلية للفضاء الإلكتروني أن رئيسها التنفيذي، ييغال أونا، وقع اتفاقية تعاون مع السلطات المغربية من شأنها مساعدة الشركات الإسرائيلية على بيع المعرفة والتكنولوجيا.
وكان ذلك أول اتفاق للدفاع الإلكتروني بين البلدين منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل.
لكن الاتفاق الجديد، حسب الصحيفة الفرنسية، سيسمح للإسرائيليين بإنتاج طائرات بدون طيار في المغرب بكميات كبيرة وبأسعار أقل بكثير، والتموقع في أسواق التصدير بشكل جيد، مضيفة أن إطلاق هذا القطاع في المغرب يأتي بعد عدة أشهر من المفاوضات مع مجموعة صناعات الطيران الإسرائيلية، بلوبيرد إيرو سيستمز، وهي شركة تابعة للمجموعة المتخصصة في تصنيع هذه الطائرات بدون طيار.
ويرتقب أن يتباحث غانتس الأربعاء بالرباط مع وزيري الدفاع والخارجية المغربيين.
وتهدف هذه الزيارة إلى "وضع الحجر الأساس لإقامة علاقات أمنية مستقبلية بين إسرائيل والمغرب"، بحسب ما أوضح مسؤول إسرائيلي موضحا أن اتفاق إطار سيتم توقيعه في هذا الصدد.
وأضاف "كان لدينا بعض التعاون، لكننا سوف نعطيه طابعا رسميا الآن. إنه إعلان علني عن الشراكة بيننا".
وكان البلدان أقاما علاقات دبلوماسية إثر توقيع اتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993، قبل أن تقطعها الرباط بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000.
وفي أواخر العام الماضي استأنف البلدان علاقاتهما الدبلوماسية في إطار اتفاق اعترفت بموجبه الولاياتالمتحدة بسيادة المغرب على صحرائه.