كشف سياسيون إسبان عن إمكانية وجود اتفاق بين المغرب وإسبانيا، تسلم بها هذه الأخيرة للرباط أول غواصة ستنضم للأسطول العسكري البحري للمملكة، مقابل أورو واحد، وذلك في إطار صفقة أخرى تتعلق بتكفل مدريد بإنشاء 3 غواصات من الجيل الجديد. وكشف عضو مجلس الشيوخ الإسباني، كارليس موليت، عن الأمر من خلال سؤال برلماني موجه لحكومة بيدرو سانشيز، متسائلا عن مدى دقة المعطيات التي تتحدث عن بيع إسبانيا للمغرب غواصة "ترامونتانا" الشهيرة مقابل أورو واحد، كخطوة تسبق صفقة شراء البحرية الملكية المغربية 3 غواصات حديثة من طراز "إس 80". ويرى تحالف "كومبروميس" اليساري أن حصول المغرب على الغواصة المذكورة مقابل سعر رمزي، يندرج في إطار المسار الجديد الذي تعرفه العلاقات الثنائية بين البلدين، والاتجاه العلني الذي أضحت تسلكه، لكنه نبه إلى أن المغرب "يخطط بالفعل للحصول على غواصات سيكون مقرها هو القاعدة العسكرية للقصر الصغير، القريبة من مدينة سبتة". ولم تجب الحكومة الإسبانية بشكل واضح على سؤال كومبروميس، واكتفت بالقول إنها "ليست على علم بوجود أي عنصر يدعم صحة تلك المعلومات"، وبذلك تكون قد تفادت تأكيد أو نفي وجود اتفاق بينها وبين نظيرتها المغربية من أجل تزويدها بالغواصات. والمؤكد أن المغرب بدأت تحدوه رغبة قوية في السنوات الأخيرة للحصول على الغواصات العسكرية، في ظل امتلاك الجزائر لست غواصات روسية الصنع، وكان قد راجت أخبار حول اتجاهه لروسيا ثم إلى اليونان وإيطاليا، وأخيرا فرنسا، التي تدهورت العلاقات بينها وبين المملكة حاليا إلى أدنى مستوياتها، علما أن الرباط تتعامل مع إسبانيا بالفعل في مجال صناعة السفن العسكرية. وقال البرلماني عن تحالف كومبروميس إنه تم الإعلان عن "النية الرسمية" للمغرب للحصول على الغواصة الإسبانية "ترامونتانا" وهي من طراز "إس 74′′، تمهيدا لشراء 3 غواصات من جيل أكثر تطورا من طراز "إس 80′′، مزودة بنظام دفع AIP ومجهزة بطوربيدات وصواريخ مضادة للسفن وصواريخ كروز بعيدة المدى، معتبرا أن هذا الأمر يعني أن المغرب "سيرفع من قدراته الردعية والدفاعية في المنطقة الاستراتيجية لمضيق جبل طارق". وفي سؤاله الكتابي طالب موليت الحكومة الإسبانية بعرض الضمانات التي تتوفر عليها للتحقق من أن هذه الآليات البحرية لن يتم استخدامها من طرف المغرب ضد مصالح إسبانيا، مبرزا أن حصولا الرباط على غواصة "ترامونتانا" سيسمح لها بالشروع في تملك قوة جديدة على المستوى البحري قوامها الغواصات، في إشارة إلى افتقار البحرية الملكية لذلك إلى حدود اللحظة.