أمام ارتفاع أسعار الحليب الموجه إلى الرضع، والذي يباع في الصيدليات، تتجه عدد من الأسر المغربية إلى اقتناء الحليب الصناعي الموجه إلى الاستهلاك العادي لإشباع حاجيات الرضع، وهو ما يهدد صحتهم. وأرجعت الحكومة ارتفاع ثمن الحليب المعقم وبعض مشتقات الحليب وحليب الرضع إلى الأسعار المرتفعة في السوق الدولية، مؤكدة أن أسعار هذه المواد تتغير حسب تطورات السوق والتوازنات بين العرض والطلب. وفي ظرف ثلاثة أشهر انتقل سعر حليب الرضع الذي يباع في الصيدليات من 71 درهما إلى 92 درهما، بزيادة فاقت 20 درهما، وهو ما دفع عددا من الأسر المغربية إلى اللجوء إلى "الحليب العادي" قصد تغذية أبنائها الرضع. ويشير فريد فرحات، وهو طبيب عام إلى أن الحليب العادي غير صالح للرضع بسبب المضاعفات التي يسببها على مستوى الجهاز الهضمي وكذا التنفسي، داعيا الأمهات إلى اللجوء إلى الرضاعة الطبيعية خلال الستة أشهر الأولى. وأبرز الدكتور فرحات أن مناعة الرضع تكون هشة خلال الستة أشهر الأولى، مشيرا إلى أنهم يكونون بحاجة إلى البروتينات والدهنيات والسكريات الموجودة في الحليب. من جانبه، قال البروفيسور الطيب الحمضي إن هناك نوعين من الحليب الموجه إلى الرضع: حليب الأبقار أو الحليب الصناعي العادي والحليب الذي يقدم عبر الرضاعة الطبيعية خلال الستة أشهر الأولى. وأضاف الحمضي، أن حليب الرضاعة ليس له مثيل لأنه يستجيب لحاجيات الرضيع من حيث نوع البروتينات والدهنيات والسكريات، التي تتلاءم مع حاجيات الرضيع نفسها، وهو سهل الهضم. وأوضح أن الشركات تحاول تقريب حليب الصيدليات من حليب الأم، لكنه مختلف عن حليب الرضاعة الطبيعية، الذي يكسب الرضيع مناعة قوية في الستة الأشهر الأولى. أما الحليب الصناعي، يضيف الطبيب ذاته، فهو غير ملائم بسبب وجود ميكروبات، كما أنه قد يخلق مشاكل الحساسية فيما بعد، داعيا إلى ضرورة الاقتداء بالرضاعة الطبيعية. الفاعل في المجال الصحي الحبيب كروم أكد أن الحليب الصناعي يزيد معدل الوفيات لدى الرضع، مشيرا إلى أن ذلك ممكن تفسيره عن طريق انخفاض مناعة الرضع الذين يعتمدون على الرضاعة الصناعية. وأضاف أن حليب الأبقار يسبب الحساسية الجلدية والصدرية، كما يؤثر على صحة الدماغ، بينما يعتبر حليب الأم الأفضل بالنسبة للرضيع لكونه يعطي مناعة لصحته، في حين أن الحليب الصناعي عرضة للبكتيريا، ودعا إلى تشجيع الأمهات على الرضاعة.