تابعتم، أمس الاثنين، حادثة سقوط رجل خمسيني داخل حفرة توجد وسط كهف بدوار فرحية، التابع لجماعة أولاد ستوت، والتي انتهت بوفاة الضحية. غير أن الحادثة أحالت ساكنة المنطقة على منطقة كان أغلبنا يجهل مكانتها الأثرية. فقد تفاجأ رجال الإنقاذ ومختلف السلطات التي تواجدت هناك بما يوجد داخل الكهف، الذي يبلغ عشرات الأمتار، فيما يتحدث البعض، خاصة السكان المجاورون، عن أنه لم يتم تحديد مسافته بعد. وتوجد داخل الكهف حفرتان، حيث أن الأولى تمتد على عمق أزيد من 30 مترا، بينما الثانية والتي شهدت سقوط الضحية تفوق مسافة عمقها 150 مترا، في حين يشير البعض إلى أنها أعمق من ذلك بكثير. وتبدو الحفرة الثانية مبنية بدقة كبيرة، حيث توجد داخلها كهوف أشبه ببيوت، وعددها 10، ويوجد أسفل هذه الكهوف مساحة كبيرة بحجم ملعب كرة قدم. أما الحفرة الثانية، فهي أكثر غرابة، إذ تمتد لعمق كبير، وهي عبارة عن بيوت منحوتة بدقة، كما يوجد داخلها مخازن، حيث أن الضحية سقط في إحداها، والتي تقع على مسافة 120 مترا تقريبا. وفي ظل غياب الروايات الرسمية والتاريخية، يعتقد الكثيرون أن المكان عبارة عن ملجأ قديم، كانت تختبئ داخله العديد من العائلات في أزمنة سابقة. وبحسب بعض الروايات فإن الوطاسيين سبق أن استوطنوا المنطقة، وقد كان معروفا عنهم معاملاتهم التجارية باستعمال الذهب، ما جعلهم يفضلون الاستقرار داخل الكهوف باعتبارها أكثرا أمنا وحماية لهم من غارات العدو. وكان الوطاسيون يكنزون الذهب والفضة داخل الكهوف، حيث كانوا يتخذون من أماكن داخلها مخازن لهذه المعادن، وهو ما يجعل البعض يعتقد بأن هذه المخازن لا زالت تحتوي على بعض المعادن التي خلفها الوطاسيون. وحكى أحد جيران المغارة أنه مؤخرا تم العثور على مجموعة من الكتب داخل إحدى الحفرتين، لكن للأسف تم إتلاف هذه الكتب. وبات مفروضا توفير الحماية لهذه المغارة، حتى لا تتحول إلى مكان يقصده الباحثون عن الكنوز. بجانب الأخطار المحدقة بالقاصدين للمغارة. إضافة إلى ذلك كله، لا بد من العمل على إطلاق مبادرات لاستكشاف المكان من قبل العلماء وخبراء الآثار، لغناه التاريخي.