كشف الكاتب العام للجمعية المغربية للاستغوار بمدينة أكادير مصطفى عداد لجريدة التجديد عن قرب نشر نتائج الأبحاث العلمية لأكبر عملية استكشاف لمغارة وينتمدوين أكبر مغارة تحت الأرض في إفريقيا، والواقعة بجماعة إيضمن 70 كلم شمال شرق أكادير، والتي لم يتم لحد الآن تحديد طولها الحقيقي، بحيث أقصى ما بلغه المستغورون (محترفو عملية اكتشاف المغارات) سواء المغاربة أوالأجانب هو 19 كلم. وقد استمرت بعثة الاستكشاف شهرا من الزمن من 10 يوليوز إلى 10 غشت 2008 بمشاركة 80 شخصا، تضم مغاربة وفرنسيين بين مستغورين ومختصين في علم الأحياء، والجيولوجيا المائية والطوبوغرافيا والجيولوجيا... ولأول مرة أنجزت خريطة ثلاثية الأبعاد للمغارة التي تحتوي على كتل ضخمة من الحجر الجيري الضخمة الذي يتآكل بفعل المياه، وعلى الصواعد والنوازل والتجويفات المائية...ونقلت جريدة لاكرو الفرنسية في مقال نشرته قبل بضعة أيام عن المسؤول عن الرحلة الاستكشافية جون ميشيل بيشان، وهو باحث بالمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بفرنسا، أنه في مدخل الكهف تمتد أربع بحيرات على أزيد من 800 متر يجب اجتيازها بواسطة قوارب مطاطية.وما زال العمل المختبري في العينات التي أخذت من المغارة، سواء من الأصناف الحيوانية أو النباتية، مستمراً في كلية العلوم بمراكش من جهة، وفي المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بفرنسا، إذ توصلت البعثة إلى وجود 80 نوعاً من عينة لفقريات صغيرة، من بينها قشري يعيش في المياه العذبة، كما اكتشفت أنواع من الخفافيش داخل وخارج المغارة...وعلمت الجريدة من رئيس الجمعية محمد الزياتي أن السلطات عمدت إلى وضع باب للمغارة وإقفاله بغرض تنظيم عملية ولوجه، وذلك مخافة تعرض الأفراد لمخاطر التيه في الظلام لتشعبات المغارة، ومن جهة أخرى للحيلولة دون انفراد البعثات والمؤسسات الأجنبية على كل الأبحاث العلمية حول المغارة والتنوع الحيواني والنباتي داخلها، بحيث يتم ضمان حضور مغاربة في كل عمليات الاستكشاف، في ظل وجود أكثر المعلومات حول هذه المغارة لدى الأجانب.وأفادت صحيفة لا كرو أن السلطات المغربية طالبت بإدماج مغارة وينتمدوين ضمن التراث العلمي والطبيعي لليونيسكو؛ حرصاً على المحافظة على هذا الوسط الطبيعي، وتمتد هذه المغارة، الواقعة على ارتفاع 1250 مترا بغرب الأطلس الكبير، وعلى عمق يزيد عن 50 مترا تحت باطن الأرض، على مسافة أكثر من19 كلم، ويخترن المغارة أطول نهر باطني في شمال إفريقيا بطول 7 كلم.وفضلا عن القيمة العلمية لمكونات المغارة، فإن تشكل الخزان الأول لمياه السقي لدوار تزكمين الشرفا، والذين يوجدون في منطقة تعاني من تبعات الجفاف وتراجع مخزون المياه الجوفية، بحيث تتدفق المياه منذ عقود إلى خارج المغارة، وتتجمع في حوض قبل أن تتفرق إلى أودية، ويتميز ماء المغارة بغناه من مادة البيكاربونات، كما يشكل خزان احتياطي إبان الخصاص لسكان الدواوير المجاورة الذين يقطعون في بعض الأحيان مسيرة ساعة للوصول إلى المنطقة.