الطاهر حنون من مواليد 1964 بني سيدال لوطاء، رحل رفقة أفراد أسرته إلى ” إيمشروبا ” أزغنغان الناظور سنة 1981،حيث نشأ وترعرع وسط عائلة فقيرة نسبة للحالة المالية السائدة في تلك الفترة، محرومة من أدنى المستويات المعيشية وتفتقر لأدنى متطلبات الحياة، لم يتلقى أي تعليم، فقدَ والده الذي كان المعيل الوحيد للأسرة سنة 1973، مما إضطره للإنسلاخ من طفولته التي لم ينعم فيها بحنان الأبوة كغيره ممن شاء عليه القدر، وحكمت عليه الظروف بالخروج المبكر إلى عالم الكدح و العناء والوصب والشقاء، لتعويض النقص و الفراغ الذي خلفه الرحيل المبكر لرب الأسرة… مرت سنوات وأعوام، صار الطفل شابا يافعا قادرا على تحمل عبء الحياة و تحدى الصعاب وكافح لأجل أن يوفر حاجاته وحاجيات الأرملة أمه وباقي الأسرة، فصار لا يكل ولا يمل من العمل رغم وعورته وقسوته، حيث كان لايميز بين المهن الشريفة فيما بينها، فيوما يشتغل فلاحا و يوما مساعد بناء و يوما تاجرا… وهكذا، المهم لا يحرم نفسه و أمه وباقي العائلة من لقمة العيش . ظل على هذا الحال إلى أن جاء عام 84، الذي غير حياته °90، بل الحياة بأكملها.. إنه العام الذي ساهم بشكل كبير في تغيير مسار طمحاته وآماله، حيث حوله من إنسان معافى كامل الأطراف إلى آخر معتل معاق .. إعتقلوه وعذبوه على خلفية ما سمي آنذاك ” إنتفاضة الخبز ”، فبالرغم من أنه لم ينتفض حينها ولم تكن له أية علاقة بالأحداث تلك، إلا أن إتنفاضته الحقيقية بدأت يوم كان طفلا ذو كف رقيق… بقي الوضع على حاله لأعوام، إلى غاية أواخرسنة 2003 أين تأسست هيئة الإنصاف و المصالحة، ونصب الملك محمد السادس الرئيس والأعضاء في يناير 2004 ، بعدها قدمت الهيئة تقاريرها في نوفمبر 2005 وقد ورد في النظام الأساسي للهيئة جبر الضرر الجماعي..حينها، قيل (( جاء الفرج ))، وسيعوض ” الطاهر ” على ما فات وما تكبده من يوم.. وإلى اليوم.. جراء ما فات.. لهذا ، قام كغيره من المتضررين بإعداد ملف كامل متكامل غير ناقص كي لا يعلق إلى أجل غير مسمى، وقام بإرساله بالشكل الصحيح إلى هيئة الإنصاف والمصالحة، والتي هي بدورها راسلته محاولة مصالحته و طي صفحته الماضية بمبلغ 16.500,00 درهم، لكن … لمزيد من التفاصيل، شاهد الفيديو.