- ماهي الأسس القانونية التي ارتكز عليها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في متابعة «الجريدة الأولى» على نشرها شهادات هيئة الإنصاف والمصالحة؟ < للتدقيق فإن الأمر لا يتعلق بمتابعة بل بدعوى استعجالية تقدم بها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان إلى المحكمة الابتدائية بالرباط تطالب باستصدار أمر استعجالي يقضي بإيقاف نشر الشهادات التي تلقتها هيئة الإنصاف والمصالحة من بعض الشهود الذين يمكن القول إنهم «شهود كبار» عايشوا مواقع المسؤولية أو كانوا محط متابعة وأدلوا لهيئة الإنصاف والمصالحة بشهادات تتعلق بماجرى من تجاوزات مابين سنة 1956 و1996 ويشرحون في شهاداتهم كيف جرت هذه التجاوزات. الأساس القانوني الذي اعتمده المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بمقتضى الخطاب الملكي الذي أعقب استقبال الملك لأعضاء هيئة الإنصاف والمصالحة هو أن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان سيتكلف بتفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة. وقد اعتبر المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أنه هو الذي لديه الصفة القانونية، فتقدم بمطلب استعجالي لإيقاف نشر هذه الشهادات في صحيفة «الجريدة الأولى»، واعتبرها جزءا من وثائق جرى تسريبها إلى «الجريدة الأولى» لذلك تقدم بطلب إلى قاضي المستعجلات لحمل مدير الجريدة على إيقاف نشر شهادات الشهود الكبار وإرجاع ما حصل عليه من وثائق إلى أرشيف المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. - هل يملك المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان الصفة القانونية ليرفع دعوى لاسترجاع أرشيف شهادات هيئة الإنصاف والمصالحة التي حلت قبل3 سنوات؟ < المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان هو المخول له قانونيا تفعيل التوصيات الصادرة عن هيئة الإنصاف والمصالحة التي ورث المجلس أرشيفها بمقتضى الخطاب الملكي الذي أوكل تنفيذ توصيات الهيئة إليه. - هل وثائق هيئة الإنصاف والمصالحة مصنفة ك»أسرار دولة» لا يجب على الصحافيين أن يطلعوا عليها؟ <لا، إن الوثائق التي ورثها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان عن هيئة الإنصاف والمصالحة ليست سرا من أسرار الدولة. إن أسرار الدولة ترتبط بمعلومات حساسة عن الأمن القومي أو الدفاع أو وزارات معينة، قانون الأرشيف واضح وهو يحدد «الأرشيف العام» الذي يمكن أن يشمل جماعات محلية أو وزارات أو مؤسسات، لكن نحن في هذه القضية أمام شهادات لأشخاص أدلوا بها أمام هيئة الإنصاف والمصالحة التي أنصتت إلى شهاداتهم ومحصتها. لا يتعلق الأمر بمحاضر منجزة في فترة «سنوات الرصاص» أو بأرشيف وثائق سرية ، بل إننا أمام شهادات صادرة عن أشخاص أدلوا بها لهيئة الإنصاف والمصالحة بعرض استجلاء الحقيقية، ومن خلالها تعرفت هيئة الإنصاف والمصالحة المحلولة منذ سنوات على حقب من تاريخ المغرب، كما أن الشهادات المنشورة في» الجريدة الأولى» تعني أصحابها من الشهود الكبار وتعكس وجهات نظرهم في ما عايشوه من أحداث وهي ليست سرا من أسرار الدولة. *محامي بهيئة الرباط