نشر موقع "اريفينو"قبل يومين، مقالاً تحت عنوان: مديرية التعليم بالناظور والصعود إلى الهاوية.. فهل من منقذ؟؟ ونظراً لما أثاره هذا المقال من ردود أفعال داخل الوسط التعليمي بالإقليم، وما تسلسل بعده من أحداث، والتي كانت تفرض عنونة المقال التالي، ب : "مديرية التعليم بالناظور والسقوط في الهاوية" بعد أن صعدت هذه المديرية إلى الهاوية وسقطت فيها، وبعدما انكشف المستور بالدليل والبرهان عنحجم التجاوزات التي ارتكبتها المسؤولة الأولى عن القطاع التربوي بالإقليم، في تدبير ملفات السكنيات، اعتماداً على مطرقة المحاباة وسندان الإقصاء، ومن ثمة الضرر الذي لحق فئات عريضة من الموظفين وأسرة التربية والتعليم،المحرومين من الاستفادة من سكن لائق عن طريق التباري، وذلك بفعل خرقها المتعمد للتدابير والضوابط التنظيمية التي تحكم عملية تدبير وإسناد وإفراغ المساكن الإدارية والوظيفية المخصصة لقطاع التربية الوطنية، والتي تضمنتها المذكرة الوزارية 40 المؤرخة في 10 مايو 2004. هذا، ولم يجفّ حبر المقال السابق بعدُ، حتى تفجّرت فضيحة أخرى من العيار الثقيل في تدبير ملف السكنيات، مما يؤكد بالملموس هوس السيدة المديرة وتلذذها بخرق القانون، وكذا شهيتهاالمفتوحة باستمرار على مزيد من الاختلالات والتجاوزات للمساطر والقوانين الجاري بها العمل.إذ ما يزال نزيف تقديمها السكنيات الوظيفية والإدارية كهبة وترضية للمقربين والانتهازيين مستمراً، في خرق سافر وخطير وجلي للمذكرات المنظمة، والتي تجعل عملية الإسناد من اختصاص مدير الأكاديمية بعد التباري الشفاف والنزيه، والإعلان عن المناصب والسكنيات المتبارى عليها. وتتمثل هذه الفضيحة في سقوط قناع النضال عن أحد أعضاء المكتب الإقليميلإحدى النقابات العتيدة، حيث استفاد بدورهمن سكن إداري بإعدادية الزرقطوني التابعة لبلدية ازغنغان، دون وجه حق، بعدما أفرغه أحد مفتشي التربية البدنية المتقاعدين الذي كان يحتله،مكافأة لهذا المناضل العتي من السيدة المديرة المحترمة، مقابل صمته عن مجزرة الخروقات في تدبير ملفات المديرية،علماً أن المعني بالأمر لا علاقة له بالمؤسسة التي يتبع لها السكن الذي استفاد منه، إذ يشتغل أستاذاً لمادة "الحكمة" بإحدى الثانويات التأهيلية ببلدية الناظور، حيث أوصته السيدة المديرة بأن يصوم عن الكلام المباح إلى أن يحل الصباح، وذلك حتى تمر عاصفة ردود أفعال أسرة التعليم بالإقليم في هدوء، ودرءً لكل ما من شأنه أن يثير جعجعة قد لا تُحمد عُقبى نتائجها. والدليل أن المعني بالأمر كان يحج يومياً إلى المديرية ويطوف ويسيح بمكاتبها، وبمكتب السيدة المديرة صباح مساء، ولما قضى وطره وحققمراده في الحصول على سكن مريح، انمحى أثره وغاب طيفه عن هذه المديرية (وذلكم هو المعنى الحقيقي للنضال في عرف أمثال هؤلاء، حيث السعي إلى تحقيق مكاسب شخصية، ولسان حاله يقول: انا فقط، وورائي الطوفان). ومع ذلك،فتحية لكل المناضلين الشرقاء من الهيئات النقابية الذين لا يعيثون في الأرض فساداً، ولا يبيعون شرفهم بعرض قليل من الدنيا). لقد حان الوقت لإيقاف هذه المهزلة ووضع حد لهذا النزيف المسترسل، وفضح الريع والتواطؤ أيا كان مصدره، والجهات المستفيدة منه، وعدم التواني عن طرح جميع الملفات الفاسدة، والمطالبة بالاسترجاع الفوريالمساكن التي تمت الاستفادة منها خارج ما نصّت عليه المساطر التنظيمية، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الخروقات. ومما زاد الطين بلة، وبدل أن تعمل كبيرة القوم على تصحيح الاختلالات التي طالت هذا الملف، وإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه، بطرد محتلي هذه السكنيات، وإنصاف موظفي التعليم المحرومين وفق مبدأ الاستحقاق، عملت عكس ذلك على اعتماد سياسة الهروب إلى الأمام، حيث عمدت بعد نشر المقال القنبلة في جريدة "اريفينو"إلى اتهام الأبرياء من أطر وموظفي المديرية ظلماً وعدواناً، بتسريب لائحة ذوي القربى المستفيدين من ريع السكنيات إلى الإعلام، رغم أن القاصي والداني من أسرة التربية والتعليم بالإقليم بقضّهم وقضيضهم، ، يعرف هؤلاء، كل باسمه، ويعرفهم بكونهم قد سطواوأخذوا ما لا يستحقون من حقوق غيرهم، وهم في ذلك في حكم المحتلين لهذه العقارات، علماً أن رسالة الإعلام الشريف هو فضح الفساد والمفسدين، لا أن يطبل لهم أو يتواطأ معهم، فالساكت عن الحق شيطان أخرس.