ما زالت أحداث ال24 من يونيو في الحدود بين مدينة مليلية المحتلة وإقليم الناظور تثير المزيد من الجدل في الأوساط الحكومية والسياسية والقضائية في إسبانيا؛ إذ دفع التقرير المؤقت لأمين المظالم الإسباني حول هذه الأحداث، الصادر حديثا، أعضاء من لجنة الداخلية بالكونغرس إلى تخصيص زيارة استطلاعية إلى الثغر المحتل. تأتي هذه الزيارة المرتقبة في السابع من نونبر المقبل، وفق وسائل إعلام إيبيرية، للتثبّت مّما وصفه أمين المظالم ب"عدم احترام الحرس المدني الإسباني للقانونين الوطني والدولي للهجرة واللجوء" بتنفيذه 470 عملية إعادة فورية للمهاجرين غير النظاميين الذين تمكّنوا من عبور الحدود خلال الأحداث ذاتها. وكشفت المصادر نفسها أن من بين أعضاء الوفد، الذي لم يتم تحديد عدده النهائي بعد، المتحدث باسم الكتل البرلمانية العشر في مجلس النواب الإسباني، والأعضاء الخمسة الذين يشكلون مكتب لجنة الداخلية، برئاسة النائب الاشتراكي خوسيه لويس أوبالوس. وسيقوم الوفد، خلال هذه الزيارة التي تمتد ليوم واحد، بالاطلاع على مسرح الأحداث (معبر باريو تشينو) من الجانب المحتل، قبل أن ينتقل إلى مركز عمليات قيادة الحرس المدني في مليلية المعنية بمراقبة الحدود من أجل الاطلاع على التسجيلات التي تحتفظ بها من يوم الأحداث، والتي وصل أمين المظالم الإسباني إلى بعضها خلال زيارة سابقة. وكان وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، اعترف خلال جلسة عامة بالكونغرس، شتنبر الماضي، بتنفيذ عمليات "عودة سريعة أو فورية" ل103 من المهاجرين غير النظاميين الذين تمكنوا من عبور الحدود، وذلك بعد أن هدأت الأحداث، مبرزا أن ذلك تم وفقا للإجراءات المعمول بها والإطار المرجعي القانوني والفقهي، حيث إن المعنيين بالأمر تم اعتراضهم في الأراضي الوطنية أثناء محاولتهم الدخول بطريقة غير قانونية وعنيفة. وأوضح فرناندو غراندي مارلاسكا أن من ضمن هذه المجموعة "طالبي لجوء وقاصرين وجرحى، كانوا بالفعل على الأراضي الإسبانية عندما تم طردهم من قبل الحرس المدني أو من قبل عملاء مغاربة سُمح لهم بدخول التراب الإسباني"، وفق تعبيره. الأمر ذاته أكده مهاجرون في مقابلة قالت صحيفة "إلباييس" الإسبانية إنها أجرتها معهم في حديقة بالرباط، حيث أوضحوا أنهم "تمكنوا من عبور السياج ودخول تراب مليلية، غير أن الحرس المدني الإسباني طردهم عبر إطلاق عبوات الغاز في وجوههم"، مشدّدين على أن "أكثر من 500 مهاجر تمكنوا من العبور إلى مليلية وأعيد حوالي 400 إلى المغرب، حيث بالكاد تمكن 133 شخصا من البقاء في الجانب الآخر".