قدمت المخرجة المغربية مريم التوزاني، فيلمها الأول "آدم" مساء أمس الأربعاء، للجمهور المغربي ضمن فعاليات الدورة 18 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، حيث سيمثل الفيلم الذي يتطرق لقضية الأمهات العازبات المغرب ضمن ترشيحات جوائز الأوسكار العالمية لأفضل فيلم أجنبي. وتتطرق قصة الفيلم لمعضلة الأمهات العازِبات في المجتمع المغربي، من خلال حكاية الشابة "سامية" (نسرين الراضي)، الحامل من علاقة خارِج الزواج، الأمر الذي استدعى رحيلها عن أسرتها والهجرة من قريتها نحو المدينة، للبحث عن فرصة عمل، وبعد محاولات فاشلة في إيجاده، تلتقي ب"عبلة" (لبنى أزابال ) الأرملة الممزقة، التي تكافح في عملها في إعداد وبيع "الحلويات المغربية" وفي تربية ابنتها الوحيدة "وردة". في بداية الفيلم، تستقبل "عبلى" الشابة الحامل، غير أن العلاقة بينهما يطبعها التشنج أمام حالة اللاثقة والانغلاق التي تعتري عبلى، غير أن في المقابل، تربط "سامية" علاقة وطيدة بالطفلة الصغيرة "وردة"، قبل أن تنجح أيضا في كسب ود الأم، بعد أن وقفت هذه الأخيرة عند حجم معاناتها في الشارع وهي في أسابيع حملها الأخيرة. تتطور العلاقة بين الثلاثي النسوي، الذي يمثل 3 أجيال مختلفة من النساء، صورت في فضاء شبه مغلق (منزل بحي شعبي)، حيث تنجح "سامية" في بناء علاقة قوية مع "عبلى" من خلال مساعدتها في العمل وأيضا إسهامها في تجاوز محنة فقدان الزوج التي لا تزال تعتريها، حيث تتصالح أخيرا مع الفنانة "وردة" (التي أطلقت اسمها على ابنتها تيمنا بها)، بعد أن قاطعت أغانيها منذ وفاة زوجها في حادثة سير، كما ساهم ظهور شخصية "سامية" في حياتها من إعادة اكتشاف ذاتها وجسدها. بعد تقوي العلاقة بين السيدتين، يبدأ فصل جديد من الفيلم، بعد اعتراف سامية بعدم رغبتها في التخلي عن مولودها لصالح دار الأيتام، حيث تعبر عن رفضها أن يدفع الطفل ثمن خطأ لم يكن مسؤولا عنه، في مجتمع ينبذ المولودين خارج مؤسسة الزواج ويقصيهم، غير أن مع وضعه، تظهر غريزة الأمومة وتتقوى رابطتها به أكثر فأكثر مع مرور الساعات، قبل أن تستسلم للأمر الواقع وتقرر الاعتراف به وتطلق عليه اسم "آدم".. الفيلم الأول للتوزاني، والذي كان من إنتاج زوجها نبيل عيوش، يعكس جراح الأمهات العازبات في المجتمع المغربي في قالب سينمائي واقعي، فرغم انحصار شخصياته وفضاءاته وعدم إبراز الفيلم لقصة حمل "سامية" إلا أنه ركز على نقل حالتها النفسية، وأيضا وضعية جزء من السيدات المغربيات، يعشن بعيدا عن جلباب الرجل وبعيدا عن الأحكام الأخلاقية القيمية حول الصواب والخطأ.