لماذا أدرس الفلسفة؟ ما فائدة دراسة أحداث وقعت في الماضي؟ أليست مضيعة للوقت؟ ما فائدة دراسة اللغة العربية بكل قواعدها المعقدة؟ هذا النوع من الأسئلة نسمعه على لسان عدد التلاميذ من مختلف المستويات الذين لا يجدون مبررا لدراسة مجموعة من المواد. الأستاذة ماجدولين النبيهي، خبيرة في اللسانيات وتدريس اللغات، ترى أن طريقة تعاملنا مع المواد المدرسة تخلق حاجزا بين التلميذ والمادة، فنحن نحصر كل هذه المواد في الواجب، فيحس التلميذ بأنه مجبر على دراستها لاجتياز الامتحان، في الوقت الذي يجب أن نحببها له، أن نجعله بشعر بالمتعة وهو يدرسها، وأن نشرح له أهميتها ونربطها له بالواقع بطريقة تجعله يقبل عليها ويهتم بها. فمثلا، مادة التاريخ والجغرافيا هي مادة جميلة ومهمة، المشكل هو أننا لا نشرح للتلميذ أهميتها ولا نربطها بالواقع، الأستاذة ماجدولين تعطي مثالا يتعلق بالجغرافيا، حيث يمكن للمربي أن يربط بين الخضر الذي يتناولها هذا التلميذ وعلاقاتها بالفلاحة والمناخ، كما يمكنه أن يثير اهتمامه وهو يشاهد إحدى مباريات كرة القدم باللغة التي يتم بها التعليق على المباراة وبالتاريخ الكروي الذي جعل هذا الفريق يتألق وربما بجغرافية هذا البلد... هناك أيضا نقطة مهمة تشير إليها الأستاذة ماجدولين، وهي إعطاء المدرس حق المبادرة، لأن هذا الأخير يظل مقيدا بالمقررات والتفتيش والجذاذات، وقد يكون اتخاذه للمبادرة عاملا في تحبيب المادة للتلميذ.