أكد رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، السيد محمد بشير الراشدي، الاثنين بالرباط، أن محور التعاون يطرح نفسه كأداة لا محيد عنها في الوقاية من الفساد ومكافحته، في عالم تزداد فيه هذه الظاهرة تعقيدا. وأضاف السيد الراشدي، خلال افتتاح اجتماع عقد بمناسبة زيارة العمل والصداقة التي يقوم بها للمملكة وفد مالي برئاسة السيد موموني غيندو، رئيس المكتب المركزي لمكافحة الإثراء غير المشروع، أن هذا اللقاء يروم التفكير في ظاهرة دولية معقدة وتطوير أفضل المقاربات لمواجهتها. وأوضح أن "هذا الاجتماع يندرج في إطار تعزيز علاقات التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف للهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، إقليميا وقاريا ودوليا، وذلك لمواجهة التطورات والتعقيدات المتزايدة لممارسات الفساد". من جانبه، أشاد رئيس المكتب المركزي لمكافحة الإثراء غير المشروع، بالروابط التاريخية التي تجمع الشعبين اللذين "يتقاسمان كثيرا من الحقائق الاجتماعية"، مشددا على أهمية توحيد الوسائل والأدوات التي تمكن من جعل مكافحة هذه الظاهرة المعقدة أكثر فعالية. وقال غيندو "في أعقاب زيارة العمل والصداقة هاته، يطمح المكتب المركزي لمكافحة الإثراء غير المشروع إلى الاطلاع على تجربة الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها في مجال الوقاية ومكافحة الفساد". وتم على هامش اللقاء توقيع اتفاقية للشراكة والتعاون بين المؤسستين، تهم بالأساس تبادل المعلومات والدراسات، ونقل الخبرة في ما يتعلق بتعميق المعرفة الموضوعية بظاهرة الفساد وبطرق الوقاية منه ومحاربته، وكذلك الدعم المتبادل والتنسيق بخصوص الأحداث الإقليمية والدولية. ومكنت هذه الزيارة، التي تتواصل إلى غاية فاتح نونبر المقبل، فرصة للوفد المالي للقاء كبار المسؤولين في القطاعات والمؤسسات الوطنية المعنية بمكافحة الفساد وتخليق الحياة العامة في المغرب، وذلك بهدف الاطلاع على التجربة المغربية والتقدم الذي حققته المملكة في هذا المجال.