سجل الدخول المدرسي لهذه السنة تعثرا واضحا بسبب التأخر في توفير الكتب الجديدة في الوقت المحدد، الأمر الذي جعل وزارة التربية الوطنية في مأزق محرج لتجد نفسها مضطرة إلى القيام ببرنامج تقويم المستلزمات الدراسية، كما كان لهذا التعثر انعكاس أيضا على المهنيين من ناشرين وكتبيين. موقع القناة الثانية، حاور الحسن الكمون، رئيس الجمعية المستقلة للكتبيين بالمغرب، في فقرة "ثلاثة أسئلة"، حول حصيلة الدخول المدرسي والعوائق التي شابته. نص الحوار.. كيف تقييمون حصيلة الدخول المدرسي لهذه السنة؟ يمكن وصف حصيلة الدخول المدرسية لهذه السنة بالكارثية على جميع المقاييس، في الوقت الذي نسعى فيه إلى تطوير القطاع وتحسين خدماتنا تجاه الزبون نجد أننا نعود في اتجاه الوراء، حيث عرف الدخول المدرسي لهذه السنة مشاكل بالجملة، والتي انطلقت بالقرارات الارتجالية للمديرية المناهج التابعة لوزارة التربية الوطنية بتغيير مجموعة من العناوين ما يفوق 26 كتاب في السنة الأولى والثانية ابتدائي، مع العلم أنه سبق لها غيرتهم سنة 2018، الكتبيين على المستوى الوطني اقتنوا تلك النسخ بكميات وافرة ظنا منهم أن الطبعة الجديدة لن تتغير في السنة الموالية، غير أنه نتفاجأ أن مديرية المناهج تعلن إحداث تغيير جديد في مقررات السنة الأولى والثانية ابتدائي، الأمر الذي كلف الكتبيين خسائر مادية فادحة بلغت 13 مليار سنيتم حسب ما تم جمعه من إحصائيات. وهذا ينضاف إلى تغيير المقررات الدراسية الخاصة بالثالث والرابع ابتدائي، وقد تم إخبارنا مسبقا بذلك في سنة 2018، وفي السنة الحالية إلى غاية انطلاق الدخول المدرسي في شهر شتنبر ظل المقررين المذكورين (الثالث والرابع ابتدائي) غير موجودين في السوق، إذ وزارة التربية الوطنية في مدة سنة كاملة لم تستطع أن توفر هذه المقررات في الوقت المطلوب، إلى غاية الشهر الحالي، الأمر الذي نتج عنه خصاص مهول في هذه الكتب المعينة. أما على مستوى الإعدادي هناك 130 عنوانا ظهر السنة الماضية، وفي هذه السنة طالتها تغييرات بنسخ جديدة وبالتالي طبعة السنة الماضية لم تعد صالحة، وهي التي تهم المواد العلمية التي باتت تدرس باللغة الفرنسية، الشيء الذي كبد الكتبيين خسائر مادية كبيرة. هل ما يزال مشكل النقص في بعض عناوين الكتب قائما؟ نعم هناك نقص كبير في عدد من الكتب وغير متوفرة في السوق، وهي مرشدي في اللغة العربية الخامس ابتدائي، المنير في اللغة العربية الخامس ابتدائي، الجديد في الاجتماعيات السادس ابتدائي، الرائد في اللغة العربية اولى اعدادي، الرائد في اللغة العربية جدع مشترك، الرائد في اللغة العربي اولى باك، مرشدي في اللغة العربية جدع مشترك، أما فيما يخص كتب القطاع الخاص فحدث ولا حرج. وأمام هذا الغياب في هذه الكتب يضطر الآباء إلى نسخ الكتب، كما أن هناك عدد من الخروقات التي تنهجها بعض المؤسسات التعليمية الخاصة التي تبيع الكتب في فضاءاتها وتجبر التلاميذ على شراء الكتب الجديدة عوض الاشتغال في الكتاب القديم، لأنه لديها مخزون من الكتب وتقوم ببيعها بهذا الأسلوب، لذلك وجب على القطاع الوصي تشديد المراقبة على هاته المؤسسات. ما هي الاجراءات التي تعتزمون القيام بها لتفادي المشاكل في الدخول المدرسي المقبل؟ من بين الإجراءات التي ننوي اتخاذها طلب لقاء مع مديرية المناهج التابعة لوزارة التربية الوطنية، وطرح جملة المشاكل التي يعاني منها المهنيين، فنحن طرف أساسي في إنجاح الدخول المدرسي، لذلك وجب أخذ بعين الاعتبار رأينا واضطلاعنا على كل مستجدات عملية تغيير المقررات الدراسية، باعتبارنا كإطار جمعوي. ومن جهة أخرى، سنراسل جمعية الناشرين من أجل طرح مسألة التعويضات عن النسبة المادية لمرجعات عن الكتب والطبعات التي لم تعد تدرس في المدارس وبقيت عالقة عند الكتبيين، خاصة أن هذه التعويضات متوقفة منذ سنوات الأمر الذي نجهل سببه، وهذا الأمر بات يسبب أزمات مالية عند مجموعة من الكتبيين وإذا استمر هذا الوضع على ما هو عليه لمدة ثلاث سنوات القادمة فإنه سيتسبب في إفلاس عدة مهنيين. وأشير أنه في حالة عدم إيجاد حلول والاستجابة لهذه الإشكالات سنقوم دباجة بيانات ووقفات احتجاجية.