في الوقت الذي لا زالت تسود تساؤلات بشأن حالة أسواق المواشي في المغرب، صرح بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، لموقع القناة الثانية أن "أسعار الأضاحي هذه السنة تتراوح بين 2000 و8000 درهم، في حين يقدر متوسط الأسعار ما بين 2000 و3000 درهم، والتي تختلف من منطقة لأخرى وبحسب نوع وصنف الماشية"، مؤكدا أن هناك زيادة ملحوظة في أسعار الأضاحي لهذه السنة، تتراوح ما بين 10 إلى 15 في المائة مقارنة مع السنة الماضية"، قبل أن يلفت إلى أنه بارتفاع الطلب خلال الأيام المتبقية لحلول العيد قد تشهد الأسعار مزيدا من الارتفاع. وفي اتصال هاتفي مع الموقع، أوضح رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن "المستهلك ليس وحده من يتحكم في سوق المواشي في المغرب، بل إن الشناقة والوسطاء يحكمون سيطرتهم على السوق ويدفعون بالأسعار نحو مزيد من الارتفاع، وهو ما يخل بقانون العرض والطلب الذي ينظم السوق، ويتسبب في حدوث فوضى كبيرة على مستوى الأسواق". وحمل الخراطي مسؤولية "هذه الفوضى والممارسات غير القانونية" التي يعيش على وقعها سوق الأغنام إلى وزارة الفلاحة، موضحا "أنها لم تقم بعد بتنظيم أسواق المواشي وإخضاعها للمراقبة الصارمة "بعد أن تعهدت قبل سنوات على حد قوله "بإنشاء أسواق نموذجية بكافة مناطق المملكة والتي من شأنها أن تضع حدا للفوضى التي تعتري الأسواق وتغلق الباب في وجه الشناقة الذين يستغلون هذه المناسبة من أجل رفع هوامش ربحهم"، معتبرا أن مناسبة عيد الأضحى أصبحت "بمثابة عملية تجارية واستثمارية محضة لدى المضاربين والوسطاء". وطالب المصدر ذاته من الوزارة "باتخاذ إجراءات وتدابير صارمة من أجل مراقبة وتنظيم أسواق المواشي، خاصة أن مناسبة عيد الأضحى تحرك الاقتصاد بشكل كبير وترفع من رقم المعاملات، وهو ما بات يستدعي خلق مؤسسة خاصة للإشراف وتنظيم هذه الأسواق بطريق معقلنة"، داعيا في ذات السياق إلى ضرورة "الإسراع بإنشاء أسواق نموذجية ومنظمة لبيع المواشي، والتي ستجعل عملية البيع والشراء تتم فقط بين المستهلك والكساب واضعة بذلك حدا للوسطاء والمضاربين الذين يسعون لتحويل هذه المناسبة الدينية إلى فرصة للاغتناء". ولفت المتحدث إلى أن الجمعية المغربية لحقوق المستهلك التي تنضوي تحتها 70 جمعية، تسعى منذ شهر وبمعية المكتب الوطني للسلامة الصحية، إلى تحسيس وتوعية المستهلك والحرفيين من أجل توخي الحيطة والحذر خلال القيام بعمليات بيع وشراء أضاحي العيد. المجدوبي: الأسعار في المتناول من جهته، كشف عبد الرحمان المجدوبي، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، في تصريح خص به موقع 2m.ma، أنه بالرغم من ضعف التساقطات المطرية التي طبعت الموسم الفلاحي لهذه السنة، إلا "أن العرض المتوفر اليوم من الأضاحي سيكون كافيا لتغطية الطلب عليها في كل مدن ومناطق المملكة"، موضحا في الوقت ذاته أن الإنتاج الفلاحي "الضعيف الذي ميز الموسم الأخير أدى إلى ارتفاع ملحوظ في تكاليف الأعلاف، الأمر الذي من شأنه أن يكون له بعض التأثير على أسعار الأضاحي خلال الأيام المتبقية لعيد الأضحى". وفي الوقت الذي يذهب العديد من مربي المواشي إلى أن أسعار الأضاحي لهذه السنة مرشحة للارتفاع لتصل ذروتها قبل حلول يوم العيد، فند المجدوبي في اتصال هاتفي مع الموقع هذه الأقاويل قائلا إن "أسعار أضاحي العيد لهذه السنة تبدو مناسبة وتتلاءم مع القدرة الشرائية لمعظم الأسر المغربية بالنظر إلى توفر العرض من الماشية"، موضحا في الوقت ذاته أن أثمنة المواشي في جل الأسواق الوطنية تتراوح حاليا ما بين 45 و 52 درهم للكيلوغرام الواحد، وذلك باختلاف صنف وجودة الأضحية ومكان وزمن عملية الشراء. وأشار رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز إلى أن جل المناطق المغربية شهدت هذه السنة إقبالا كبيرا على شراء أضاحي العيد قبل أكثر من أسبوعين، والتي ربطها المتحدث ذاته بأن العديد من المستهلكين المغاربة يرغبون في اقتناء أضحية ذات جودة عالية خلال الأيام الأولى من انطلاق البيع، قبل أن يعمل مربو المواشي على تصريف ما بحوزتهم من أضاح، خاصة أن أغلبهم لا يستطيعون تحمل تكاليف إضافية للأعلاف المرتفعة. وترجع أسباب حدوث ارتفاع في أسعار الأكباش، على حد تعبير بعض مربي المواشي، إلى ارتفاع أسعار الأعلاف التي انعكست بشكل كبير على كلفة تربية المواشي، فضلا عن ارتفاع تسعيرة الجبايات التي يدفعها بائعو المواشي، وكذا كثرة المضاربين والوسطاء الذين يحققون الاستفادة الأكبر عبر احتكار الماشية أو نقلها من سوق معين إلى أسواق أخرى، وهو ما يدفع بالأسعار نحو مزيد من الارتفاع.