من أصل 6 مرشحين، وبنسبة مشاركة في التصويت بلغت 62.66 في المائة، استطاع مرشح الأغلبية الحاكمة محمد ولد الغزواني أن يحسم الفوز في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية بحصوله على 52 في المائة من الأصوات، في الوقت الذي تتحدث فيه المعارضة عن " تزوير إرادة الناخبين"، ودعت إلى تنظيم مسيرة يومه الاثنين بالعاصمة نواكشوط رفضا للنتائج المعلنة من طرف لجنة الانتخابات. فما هي العوامل التي ساهمت في فوز ولد الغزواني؟ إلى أي مدى ستؤثر تصريحات المعارضة على مستقبل المشهد السياسي الموريتاني؟ وما تأثير نتائج هذه الانتخابات على العلاقات المغربية الموريتانية خاصة أن الجميع يتحدث عن العلاقات الجيدة التي تربط ولد الغزواني بالمغرب بحكم التكوين الذي تلقاه بالمملكة؟
في هذا الإطار أكد خالد الشكراوي الأستاذ الجامعي المتخصص في الشؤون الإفريقية والعلاقات الدولية أن نتيجة الانتخابات الرئاسية الموريتانية "كانت متوقعة باعتبار أن محمد ولد الغزواني كان ضمن تشكيلة حكومة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وتمكن عبر مراحل من تحقيق مجموعة من الانجازات التي ساعدته على النجاح في هذا الاستحقاق". وأضاف الشكراوي في تصريح لموقع القناة الثانية أن نجاح الغزواني مرده كذلك إلى "فشل المعارضة في توحيد صفوفها وتقديم برنامج ومرشح موحد، ذلك أن تشتت موقف المعارضة أدى إلى تشتت الأصوات"، مشيرا إلى أن "الحضور العائلي، القبلي، والإثني بدوره لعب دورا مهما في حسم نتائج الانتخابات". من جهته أوضح سيد المختار، إعلامي موريتاني ومهتم بالشأن السياسي، أن ولد الغزواني استطاع أن يفوز بأغلبية مطلقة بفضل الدعم الذي وفرته له "جهات سياسية واسعة بلغت 15 حزبا سياسيا من الموالين والمعارضين، بالإضافة إلى شخصيات معارضة انشقت من أحزابها لدعمه علاوة على محيطه القبلي وشخصيته التوافقية وتاريخه الإيجابي في المؤسسة العسكرية، ولو كانت نسبة المشاركة أكبر لكانت النتيجة التي تحصل عليها أكبر". هذا وأشار المختار في تصريح لموقع القناة الثانية إلى أن "المرشحين المعارضين الأربعة دعوا إلى إعادة فرز الأصوات وأعلنوا أنهم لن يعترفوا بالنتائج ما لم يحدث ذلك، البارحة اجتمعوا مع وزير الداخلية وطلب منهم تهدئة الشارع والحفاظ على الأمن لكنهم رفضوا المشاركة في ذلك ودعوا لمسيرة هذا المساء". وأضاف المختار أنه "في الواقع لم يحدث تزوير ممنهج وإن كانت هناك بعض الخروقات التي لا ترقى لمستوى الطعن في النتائج الكلية وأتوقع أن يتراجع المعارضون ويعترفون بالنتائج في طرف وجيز إذا لم تنزلق الأمور نحو العنف". وبخصوص تأثير نتائج الانتخابات على العلاقات المغربية الموريتانية أكد المختار فوز ولد الغزواني لن يكون له تأثير على موقف موريتانيا من قضية الصحراء "ذلك أن موريتانيا تحرص على أن تحافظ على التوازن في علاقاتها مع المغرب والجزائر"، مضيفا: "الواقع يؤكد أن علاقات موريتانيا مع المغرب قوية حيث يشكلان شريكين استراتيجيين في المنطقة سواء على المستوى الأمني والاقتصادي". وفي نفس السياق، أكد الشكرواي على ضرورة "التعامل بتجرد مع النتائج، فحديث ومنطق الحملة الانتخابية، ليس هو منطق القصر الجمهوري"، مشيرا إلى أن "من مصلحة البلدين تعزيز علاقاتهما خاصة على مستوى الاستثمارات المشتركة، الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة ما عدا ذلك لكل دولة وضعها الاستراتيجي وعلاقاتها الخارجية التي قد تحكم في بعض القرارات".