بعد أن التزمت الصمت طويلا حول الأزمة التي يعيشها حزبها، انتفضت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني لحزب "الأصالة والمعاصرة"، في وجه الأمين العام للحزب، حكيم بنشماش، رافضة قرارته الأخيرة بتجميد عضوية عدد من مؤسسي ومسؤولي، معتبرة أن قرارات بنشماش مجرد "تصفية الحسابات التنظيمية بشكل غير أخلاقي وتجاوز القوانين والأجهزة المنظمة للحزب". وقالت المنصوري، إن "الوضع التنظيمي "للبام" يعرف تجاذبات غير صحية، واستحقاقات غير سليمة، نجمت عنها قرارات وسلوكات سلبية، ستؤدي حتما، إن لم تتم معالجتها بالحكمة والنضج اللازمين، إلى انهيار الحزب". * "عاصفة" جديدة تضرب "البام".. بنشماش يجرد اخشيشن من عضوية المكتب السياسي وأوضحت المنصوري، في بلاغ صادر عنها، أن "حزب "الجرار" حاز على وضع اعتباري داخل الحقل السياسي المغربي، وأثبت نفسه قوة اقتراحية وانتخابية، وكان مشروعه طموحا مناسبا لما يقتضيه تجديد العمل السياسي ببلادنا". ثم استدركت: "أخطاءنا التنظيمية المتوالية، والصراعات على الزعامة بدون كفاءة في بعض الأحيان، و بدون وعي مسؤول بجماعية الانتماء للحزب، وتجاوز الأجهزة حينما تكون الحسابات شخصية، وعدم تحكيم قوانين الحزب في التسيير وتدبير الاختلاف، جعلت الحزب يغرق في هذه الأيام في مسلسل غير مشرف من الأخطاء". وشددت المنصوري، أنها "ترفض كافة المناورات التي تسعى إلى تعطيل قرار المجلس الوطني بعقد المؤتمر الوطني للحزب، وهي المحطة التنظيمية الأنسب والأرقى للتعاطي مع قضايا الحزب ومشكلاته، تصفية الحسابات التنظيمية بشكل غير أخلاقي، وتجاوز القوانين والأجهزة المنظمة للحزب، وعدم اعتبار التعديلات التي أفرزتها الأجهزة الوطنية، والاعتماد على القرارات الفردية. * البام: لجنة التحكيم والأخلاقيات تُعلن عدم شرعية انتخاب رئيس الجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع كما اعتبرت ما وصفته ب "التجميد التعسفي لعضوية مؤسسي ومسؤولي ومناضلي الحزب، والشطط في استعمال المسؤولية الحزبية، لاتخاذ قرارات مما يرضي فقط بعض العلاقات الخاصة داخل الحزب، ومناقشة الأشخاص عوض مناقشة الأفكار و المشاريع. واللجوء إلى أساليب القذف والتشهير والتشويه وتبادل الاتهامات الرخيصة" . وأوضحت المنصوري أن الحزب يمكن أن يسترجع قوته إذا تم الاعتماد على الحكمة، والابتعاد عن الحسابات المصلحية الصغيرة، مؤكدة أنها مع كل المبادرات الجدية لإنقاذ الحزب. وشددت المنصوري على أنها متشبثة بالحزب وبكافة فعالياته وكفاءاته، لكنها متشبثة، "بحزب موحد، تحترم فيه القوانين و الأجهزة و القرارات التنظيمية، حزب يجدد الارتباط بمشروع التأسيس، ويبتعد عن الشطط والمناورات الصغيرة والأنانيات في تدبيره، ويكون قادرا على أن يفي بالتزامه الأول و الأخير و هو المساهمة الإيجابية في التعاطي مع قضايا و تحديات بلادنا، بعمل سياسي نبيل، وأن ينشغل بهموم الناس لا بالحسابات الضيقة". * محلل: حزب "البام" انتهى كحزب كبير لكنه سيعيش وسيستمر كحزب عادي