كشفت جمعية محاربة السيدا " ALCS " خلال ندوة صحفية، أمس الثلاثاء، بالدار البيضاء، عن ملامح الحملة التحسيسية الوطنية التاسعة "سيداكسيون المغرب 2018" التي اختير لها شعار: "السيدا لاتزال هنا"، وستنطلق في الفترة الممتدة ما بين 1 و31 دجنبر المقبل. وخلال كلمة له بهذه المناسبة، أكد مهدي القرقوري، رئيس الجمعية، أن عدد المصابين بفيروس داء فقدان المناعة المكتسبة "السيدا" بهذا الفيروس يقدر 20 ألف شخص متعايشين بالمغرب، منهم 30 في المائة، لا يعرفون حقيقة إصابتهم بهذا الفيروس، مضيفا أن عدد المصابين يتوزع مناصفة بين النساء والرجال، موردا أن فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و24 سنة الأكثر إصابة بالداء. واستند القرقوري، على معطيات لوزارة الصحة، إذ كشف أن السنة الماضية سجلت 990 إصابة جديدة و480 حالة وفاة بسبب الإصابة بهذا الداء، مؤكدا أن هذه الحملة، ستستهدف على وجه الخصوص الشباب باعتبارهم الأكثر عرضة لخطر الإصابة، وحشدهم وتوعيتهم بأهمية الوقاية من الفيروس.
وأورد القرقوري، أن هذه الحملة- التي تتزامن مع تخليد مرور 30 سنة على تأسيس الجمعية- المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تهدف إلى جمع التبرعات لتطوير برنامج مكافحة السيدا، من خلال دعم الوقاية والمساعدة السوسيو – اجتماعية، والرعاية الطبية، وتحسين جودة الحياة والرعاية، ودعم الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة، وكذلك برامج البحث العلمي التطبيقي. "لا زلنا نصطدم بالعديد من العراقيل التي تحول بيننا وبين تحقيق حلم لعالم بدون سيدا"، يقول القرقوري، قبل أن يضيف، أن إحدى "هذه العراقيل تتمثل في ضعف التمويل الوطني والدولي، حيث أن هناك تقلص في التمويل الدولي وشح التمويلات المحلية". مشددا بالقول: "نحن اليوم، أكثر مما مضى، مضطرون للاستمرار في التعبئة الجماعية لتوفير الإمكانات المادية، لتمكين الفاعلين الميدانين من الاستمرار في عملهم الرائع في مجالات الوقاية، العلاج، والدعم النفسي والاجتماعي". وقال ذات المتحدث، إن "معركة مناضلي ومناضلات الجمعية مكانتنا من لمس الميز واللامساواة التي يؤدي إليها هذا المرض، فالمتعايشين مع الفيروس ليسوا سواسية في الاستفادة من هذه التطورات وخاصة في مجال التكفل، إذ أن هذا الحق ليس مضمونا للجميع".
وشدد ذات المتحدث في نفس السياق، على أن العديد من الأشخاص المتعايشين مع الفيروس يتم تشخيص حالتهم في مراحل متقدمة من المرض، لذا قد يستحيل معهم إنقاذهم، معتبرا أنه ليس هناك إنصاف في ولوج والوصول إلى الابتكارات في مجال الوقاية والعلاج لأن هناك عوائق مرتبطة بالبيئة الاقتصادية والاجتماعية والقانونية. ولفت القرقوري، إلى أن في المغرب ومن خلال البرامج الوطنية لمحاربة السيدا المتتالية منذ 2003 إلى 2017، حققنا مجهودات جبارة في مجالات توسيع خدمات الوقاية وخدمات تحليلات الكشف عن الفيروس، مشيرا إلى أنه " لا زال هناك الكثير يجب عمله". وأبرز رئيس الجمعية، أن "سيداكسيون المغرب 2018"، تحديا تتطلع من خلاله الجمعية إلى تعبئة جميع الشركاء وعامة الناس في مكافحة السيدا، عبر حملة تواصل واسعة النطاق على قنوات مختلفة، من ملصقات في المجال الحضري ووصلات تلفزيونية وإذاعية وإعلانات في الصحافة وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى تنظيم برنامج خاص للجمهور طوال شهر دجنبر على قنوات الإذاعة والتلفزة، حيث ستبث برامج خاصة يتم خلالها استقبال خبراء من أجل التحسيس والتوعية. واعتبر، أن السهرة التلفزية التي ستنتجها و تبثها القناة الثانية يوم 15 دجنبر المقبل والتي تنشطها كل من شميشة وعلي بادو وسيحضرها نجوم الفن والعديد من الشخصيات العمومية الوطنية والدولية تشكل أبرز حدث هذه الحملة. وستدوم سهرة "سيداكسيون 2018" مدة ثلاث ساعات، ستكون حصصها مقسمة ما بين ربورطاجات، مداخلات ضيوف البلاتو، شهادات للأشخاص حاملي فيروس السيدا، موسيقى، فكاهة، وكذلك نداءات قصد التبرع.