أحرجت وزارة الخارجية الروسية، يوم الأربعاء الماضي، جبهة البوليساريو الانفصالية على بعد أسبوعين من الاجتماع الحاسم لمجلس الأمن، المرتقب عقده يوم 25 أبريل الجاري، والذي سيصدر عنه قرار المجلس السنوي الجديد بخصوص الصحراء المغربية. وأرسلت جبهة البوليساريو بداية الأسبوع الماضي وفدا لها إلى العاصمة الروسية موسكو بغية لقاء وزير الخارجية الروسي. وفد الجبهة الانفصالية اضطر إلى الانتظار لأيام قبل قبول نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف باستقبالهم، مساء يوم الأربعاء، لكن دون أن يُمكنهم من أي مكسب دبلوماسي. فوفق بيان لوزارة الخارجية الروسية، عبر نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف عن موقف روسيا الثابت من الصحراء والمتمثل في دعم جهود الأممالمتحدة التي تسعى لإيجاد حل سياسي مقبول، والالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وأبرز البيان ان الجانب الروسي أكد على الموقف المبدئي الداعم لحل يتماشى مع قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة المتعلقة بالقضية التي طال أمدها، وان موسكو ستواصل جهودها وستتفاعل مع جميع الأطراف المعنية. ثبات الموقف الروسي شكل خيبة لمحاولات البوليساريو التضليلية، إذ كانت تعول الجبهة الانفصالية على تغير استثنائي في موقف روسيا من أجل تقويض الانتصارات الدبلوماسية المتتالية للمغرب قبيل اجتماع مجلس الأمن. هذه الانتصارات كانت قد دفعت الجبهة الانفصالية خلال الأشهر الماضية إلى الإقدام على محاولات لجر المغرب إلى مواجهة ميدانية بالمنطقة العازلة، كي تعيد قضية الصحراء إلى الواجهة الدولية من جديد، خصوصا في ظل تقلص تأثيرها الدبلوماسي، وتراجع عدد الدول المعترفة بالكيان الانفصالي. لقاء بوغادنوف ووفد البوليساريو جاء مباشرة عقب استقبال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للمبعوث الأممي للصحراء، هورست كوهلر، الذي يقوم بآخر زياراته للعواصم الدولية قبل حضوره، يوم الثلاثاء المقبل 17 أبريل الجاري، أمام مجلس الأمن لمناقشة التقرير الدولي الذي قدمه للأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء، تمهيدا لاجتماع مجلس الأمن الحاسم يوم 25 أبريل الجاري، الذي سيصدر عنه قرار المجلس السنوي بخصوص الصحراء. بلاغ وزارة الخارجية الروسية أوضح أن كوهلر لم يقتصر على لقاء سيرغي لافروف، بل أجرى أيضا اجتماعات موسعة مع الممثل الشخصي للرئيس الروسي، المكلف بإفريقيا والشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف. ويرى المراقبون أن زيارة كوهلر إلى موسكو، التي تعتبر واحدة من الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، تندرج ضمن محاولات المبعوث الأممي لتعبئة الدول الأعضاء بالمجلس، لاتخاذ قرار جديد لا يتضمن نقط كلاسيكية مثل القرارات السابقة لمجلس الأمن، وذلك بهدف تفادي عودة التوتر للمنطقة خاصة في أعقاب تهديد المغرب باستخدام الحل العسكري من أجل طرد عناصر البوليساريو من المنطقة العازلة، التي تعد جزء من التراب الوطني.