شاركت السفارة الأمريكية بالرباط، اليوم الخميس، المغاربة في احتفالاتهم بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال عن فرنسا والتي تصادف يوم 11 يناير. ونشرت الصفحة الرسمية بالفايسبوك للسفارة مقطع فيديو يظهر فيه مستشار الشؤون السياسية بالسفارة الأمريكية بالرباط, أنطوني بيرد وهو يعزف النشيد الوطني المغربي على البيانو. Moroccan National Anthem الفيديو، الذي لاقى تفاعلا كبيرا من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي على الفايسبوك، يعبر عن العلاقات القوية بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي تعود إلى سنة 1787 ميلادية، حين كانت المملكة المغربية أول دولة في العالم تعترف باستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية. هذه الواقعة استحضرها أكثر من مرة الرئيس الأمريكية السابق باراك أوباما من أجل التعبير عن مدى مثانة العلاقات بين أمريكيا والدول الإسلامية، إذ قال في الرابع من يونيو 2009 خلال خطابه الشهير إلى العالم الإسلامي في القاهرة، إن ''المغرب هو أول بلد في العالم اعترف باستقلال الولاياتالمتحدة.'' وكان أوباما يشير إلى قيام السلطان المغربي محمد بن عبد الله الملقب ب"محمد الثالث" بإصدار وثيقة تسمح لأميركا بممارسة نشاطاتها التجارية مع المغرب كغيرها من الدول، سنة 1787 ميلادية، قبل أن تعترف باستقلالها أي دولة أخرى. وبعد وفاة السلطان محمد بن عبد الله (محمد الثالث) في 1790 قام الرئيس الأمريكي الأسبق جورج واشنطن بنعيه إلى أعضاء الكونغرس كصديق لأمريكا وكأول قائد بلد يعترف باستقلال الأراضي الجديدة، طالبا منهم التفكير في التدابير الواجب اتخاذها لضمان سير العلاقات الطيبة بين البلدين، بعد تزايد القرصنة البحرية في البحر الأبيض المتوسط. هذا الحدث التاريخي عقبته واقعة أخرى لا تقل أهمية عن الأولى، حين وقف المغرب ضد الانفصال في الولاياتالمتحدة الأميركية في سنة 1861، إذ حاول الجنوب الأميركي آنذاك الانشقاق عن الشمال، واتخذ المغرب منذ البداية قراره للوقوف ضد الانفصال، الذي كان يهدد الدولة الفتيّة، عن طريق اعتقال بعض المشاركين في الحرب الأهلية، في البحر الأبيض المتوسط ومنع سفنهم من الرسو على المراسي المغربية، بل وتسليمهم للحكومة الفدرالية.